المدن السعودية الأكثر استخداماً للطاقة الشمسية مقارنة بباقي المناطق (2025)

تمتلك المملكة العربية السعودية واحدة من أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في العالم، مما يجعل الطاقة الشمسية ميزة تنافسية طبيعية لبرنامج التحول الاقتصادي لرؤية 2030. وقد تجاوزت استراتيجية الطاقة الشمسية في المملكة مرحلة التخطيط والدراسات لتصبح واقعاً ملموساً في عام 2025، حيث يشمل "الاستخدام" الآن شقين رئيسيين: التوليد على نطاق المرافق (Utility Scale) لتغذية الشبكة الوطنية، والتوليد الموزع (Distributed Generation) لتلبية احتياجات المنازل والشركات.

تُظهر البيانات لعام 2025 أن المناطق تختلف في نمط استخدامها للطاقة الشمسية. فبينما تتصدر المناطق الشمالية والشمالية الغربية (مثل منطقة الجوف وتبوك) قائمة التوليد والإنتاج الضخم، نظراً لتوافر الأراضي الشاسعة وانخفاض الكثافة السكانية، تتصدر المدن الكبرى (الرياض وجدة) قائمة الاستهلاك والتبني السكني والتجاري، نظراً للطلب الهائل على الكهرباء والاستثمار في المباني الحديثة.

يعود الفضل في هذا التوسع الحضري إلى تفعيل اللوائح التي تسمح بـ "قياس صافي الاستهلاك" (Net Metering)، حيث يمكن للمنشآت والمنازل تركيب الألواح الشمسية على أسطحها وتصدير الفائض إلى الشبكة مقابل خصم في الفاتورة. وقد أدى هذا التسهيل إلى زيادة في معدلات تبني الطاقة الشمسية على أسطح المنشآت التجارية والجامعات والمنازل الخاصة في المدن ذات الكثافة العالية.

لذا، فإن تحديد "الأكثر استخداماً" للطاقة الشمسية يتطلب الموازنة بين حجم الإنتاج الاستراتيجي في مناطق المشاريع العملاقة، وعمق التبني من قبل المستهلكين في المراكز الحضرية الكبرى.

• اقرأ ايضا: أكثر المدن الخليجية تقدماً في التشجير (2025)

مقارنة أنماط استخدام الطاقة الشمسية في المملكة (2025)

منطقة الرياض: الريادة في الاستهلاك والتطبيقات التجارية
تعد الرياض هي المركز الأكثر نمواً في تطبيقات الطاقة الشمسية الموزعة (Distributed Solar).

• نمط الاستخدام: استهلاك ذاتي وتطبيقات تجارية، مدفوعاً بأعلى طلب سكني وتجاري في المملكة.
• الدوافع: ارتفاع الوعي بكفاءة الطاقة وإمكانية خفض الفاتورة، بالإضافة إلى وجود مشاريع ضخمة بالقرب منها مثل مشروع سدير للطاقة الشمسية الكهروضوئية الذي تبلغ طاقته الإجمالية 1.5 جيجاوات، مما يعزز موقعها كمركز لتخزين وتوزيع الطاقة الشمسية.

المنطقة الشمالية الغربية (تبوك، الجوف): قمم الإنتاج الضخم
تتميز هذه المناطق بكونها موقع أهم مشاريع التوليد لتغذية الشبكة الوطنية.

• نمط الاستخدام: إنتاج وتوليد للطاقة على نطاق المرافق (Utility Scale).
• الدوافع: توافر الأراضي الشاسعة ذات معدلات الإشعاع الشمسي الممتازة. المشاريع الكبرى مثل محطة سكاكا للطاقة الشمسية (300 ميجاوات) ومشاريع نيوم العملاقة. هذه المناطق هي "مصنع" الطاقة الشمسية في المملكة.

منطقة مكة المكرمة (جدة): دعم الاحتياجات الساحلية والموسمية
تمتلك جدة نمواً كبيراً في التبني، خاصة بسبب الطلب الهائل على التبريد.

• نمط الاستخدام: استهلاك هائل لتكييف الهواء والتحلية (Desalination).
• الدوافع: الحاجة لتخفيف الضغط على محطات التوليد التي تعمل بالوقود الأحفوري على الساحل، مع زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية لتشغيل مشاريع تحلية المياه التي تتسم بكثافة استهلاك الطاقة.

جدول مقارنة استخدام الطاقة الشمسية حسب المنطقة (2025)

الشمس كضمان للاستدامة

مقارنة أنماط استخدام الطاقة الشمسية في المدن السعودية تُرسخ قناعة بأن المملكة تتبع استراتيجية ذكية ذات مسارين: الأول، إنتاج ضخم ورخيص في الصحراء، والثاني، توزيع الاستهلاك وتخفيف الضغط على الشبكة عبر التشجيع على التبني الحضري.

الرياض تقود الطريق في دمج الطاقة الشمسية مع الحياة التجارية والعمرانية، بينما الشمال يضمن تحقيق الأهداف الكمية العالمية، مما يجعل المملكة رائدة في الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.

🌐 المصادر

1. [1] K.A.CARE (King Abdullah City for Atomic and Renewable Energy) - National Renewable Energy Program (NREP) Project Portfolio:
   • https://www.kacare.gov.sa/ar
2. [2] PIF (Public Investment Fund) - Renewable Energy Strategy and Sudair Project Details:
   • https://www.pif.gov.sa/ar
3. [3] ACWA Power - Project Announcements for Solar PV in Saudi Arabia (Sakaka, Sudair):
   • https://www.acwapower.com/
4. [4] SEC (Saudi Electricity Company) - Regulations and Grid Connection Data for Distributed Generation (Net Metering):
   • https://www.se.com.sa/