⚡️🏠 كيف تغيّر استهلاك الكهرباء في البيوت السعودية (2025)

⚡️🏠 كيف تغيّر استهلاك الكهرباء في البيوت السعودية (2025)

مقال يوضح استراتيجية الطاقة الوطنية، حيث يُعد القطاع السكني هو الأكبر استهلاكاً، وتُشكل أنظمة التكييف والتبريد العبء الأكبر على الشبكة الكهربائية في المملكة.

لطالما عُرفت المملكة العربية السعودية بمعدلات استهلاك كهرباء سكنية مرتفعة، وتصنف من بين الأعلى عالمياً على مستوى الفرد، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى المناخ الصحراوي القاسي. ففي ذروة فصل الصيف، يمكن أن يتجاوز الطلب على الكهرباء في القطاع السكني نسبة 50% من إجمالي الإنتاج الوطني، ويُخصص جزء كبير من هذا الاستهلاك لتشغيل أجهزة التكييف والتبريد.

في السنوات الأخيرة، شهد استهلاك الكهرباء في البيوت السعودية تحولاً مزدوجاً. من جهة، أدى الوعي المتزايد وكفاءة الأجهزة إلى استقرار أو انخفاض طفيف في الاستهلاك الفردي، ولكن من جهة أخرى، استمر إجمالي الطلب السكني في الارتفاع بسبب النمو السكاني، وتزايد حجم الوحدات السكنية الجديدة، والتحول نحو نمط الحياة الرقمي الذي يتطلب أجهزة أكثر.

شُجع هذا التغيير من قبل الحكومة من خلال تطبيق سياسات استراتيجية، أبرزها إصلاح تعرفة الكهرباء الذي بدأ في 2018، والذي جعل المستهلكين أكثر وعياً بالتكلفة الفعلية للطاقة. كما لعبت هيئة كفاءة الطاقة (SEEC) والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO) دوراً حاسماً في فرض معايير كفاءة صارمة على جميع أجهزة التكييف والأجهزة المنزلية المستوردة والمصنعة محلياً.

في عام 2025، أصبح التركيز ينصب على "إدارة الطاقة المنزلية الذكية" (HEMS). فقد انتقل المستهلك من مجرد شراء أجهزة موفرة إلى استخدام تطبيقات التحكم والمؤقتات الذكية، وحتى تركيب حلول الطاقة الشمسية المنزلية (Rooftop Solar) لتقليل اعتماده على الشبكة الوطنية في أوقات الذروة.

محاور التغيير في الاستهلاك السكني

تحول الأجهزة المنزلية نحو الكفاءة القصوى
غيّرت معايير الكفاءة الصارمة التي فرضتها الجهات التنظيمية من عادات الشراء والاستهلاك.

أصبح المستهلك يفضل أجهزة التكييف التي تحمل تصنيف النجوم الأعلى (خاصة تقنية الانفرتر/Inverter) والأجهزة الكهربائية ذات الكفاءة العالية، حتى لو كان سعرها الأولي مرتفعاً، لإيمانه بأن التوفير في فاتورة الكهرباء سيعوض التكلفة على المدى الطويل. هذا أدى إلى تقليل حجم الاستهلاك لكل جهاز.

الاستجابة لتعرفة الكهرباء الجديدة (Tariff Response)
جعلت هياكل التعرفة الجديدة المستهلك أكثر حساسية للوقت الذي يستخدم فيه الأجهزة كثيفة الاستهلاك.

زاد الوعي بأوقات الذروة (عادة فترة ما بعد الظهر والمساء)، مما دفع الأسر إلى تأجيل تشغيل الغسالات والمجففات والأفران إلى ما بعد ساعات الذروة، أو استخدام مؤقتات ذكية للقيام بذلك، مما يقلل من الضغط على الشبكة.

نمو إدارة الطاقة المنزلية الذكية والحلول الشمسية
أدت التقنية إلى تمكين المستهلك من التحكم في استهلاكه بشكل أدق وأكثر ذكاءً.

يزداد استخدام أنظمة إدارة الطاقة الذكية (Smart Thermostats) التي تتعلم أنماط التبريد وتضبط نفسها تلقائياً. كما أن مبادرات توليد الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، التي تدعمها الجهات الحكومية، بدأت تحقق انتشاراً، مما يحول بعض المنازل إلى "منتجين جزئيين" للكهرباء بدلاً من كونها مستهلكاً صافياً فقط.

جدول عناصر استهلاك الكهرباء السكني في السعودية (2025)

عنصر الاستهلاك الرئيسينسبة الاستهلاك من إجمالي الفاتورة السكنيةالإجراء الأكثر تأثيراً في خفض الاستهلاكالتوجه المستقبلي لـ 2030
التبريد وتكييف الهواء60% - 70%شراء أجهزة تكييف بتقنية الانفرتر والتصنيف النجمي العالي.الاعتماد على التبريد المركزي الموفر (District Cooling).
الإضاءة8% - 15%التحول الكامل إلى تقنية LED الموفرة.الإضاءة الذكية المعتمدة على الاستشعار.
الثلاجات والمجمدات5% - 10%شراء الأجهزة ذات الكفاءة العالية وتصنيف SASO.استخدام الثلاجات الذكية المراقبة لاستهلاك الطاقة.
المياه الساخنة5% - 10%استخدام سخانات المياه الشمسية بدلاً من الكهربائية.توظيف سخانات المياه بتقنية العزل الحراري المتقدم.

المعركة على التكييف: الاستدامة تبدأ من المنزل

التغيير في استهلاك الكهرباء في البيوت السعودية يُرسخ قناعة بأن جهود كفاءة الطاقة تؤتي ثمارها في تغيير سلوك المستهلك وتعزيز الأداء الفردي للأجهزة.

ومع ذلك، فإن المعركة الحقيقية تتركز في تطوير مصادر التوليد النظيفة (كالشمس والرياح) لمواجهة الطلب المتزايد على التبريد. هذا التحول من الاستهلاك غير المقيد إلى الإدارة الذكية للطاقة يضمن أن يكون القطاع السكني جزءاً من الحل، وليس المشكلة، في تحقيق أهداف المملكة للاستدامة.

🌐 المصادر

  1. [1] Saudi Electricity Company (SEC) - Annual Consumption Reports and Peak Load Data:
  2. [2] المركز السعودي لكفاءة الطاقة (SEEC) - معايير الأجهزة المنزلية وتأثيرها على الاستهلاك:
  3. [3] King Abdullah City for Atomic and Renewable Energy (K.A.CARE) - Residential Solar Programs and Regulations:
  4. [4] IEA (International Energy Agency) - Middle East Energy Outlook and Cooling Demand Trends: