💡🟢 توقعات 2030 لأكبر مشاريع الطاقة الخضراء في المنطقة

💡🟢 توقعات 2030 لأكبر مشاريع الطاقة الخضراء في المنطقة

تحليل استراتيجي هام، يناقش جوهر التحول الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي من الاعتماد على النفط إلى ريادة قطاع الطاقة النظيفة عالمياً.

لم تعد منطقة الخليج العربي مجرد أكبر مصدر للنفط الخام، بل أصبحت بحلول عام 2025 تضخ استثمارات هائلة، بلغت مئات المليارات، لتصبح قوة عالمية في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة. هذا التحول ليس خياراً تكتيكياً، بل هو استراتيجية وجودية تهدف إلى ضمان استمرار ريادة المنطقة في عالم يتجه بشكل حتمي نحو الحياد الكربوني. ويُعد عام 2030 نقطة تحول حاسمة، حيث تتوقع الدول الخليجية تحقيق أهدافها الطموحة بزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني لتصل إلى 50% في السعودية، و75% في الإمارات.

تتركز هذه التوقعات حول مشاريع عملاقة هي الأكبر من نوعها عالمياً، وهي مصممة ليس فقط لتلبية الاحتياج المحلي المتزايد للطاقة (بسبب التوسع العمراني ومشاريع التحلية)، بل لتأسيس أسواق تصدير جديدة للهيدروجين الأخضر تحديداً. هذا التركيز على الهيدروجين يمثل استغلالاً استراتيجياً للميزة الجغرافية للمنطقة، التي تتمتع بأعلى معدلات سطوع شمسي في العالم وأراضي شاسعة، مما يضمن أدنى تكلفة إنتاج.

التوقعات لعام 2030 تتجاوز مجرد التشغيل، لتصل إلى مرحلة الاندماج التام لهذه المشاريع في الشبكات الكهربائية الوطنية والإقليمية. فعلى سبيل المثال، يتوقع أن تصبح الطاقة الشمسية والطاقة النووية هي مصادر الطاقة الأساسية لتشغيل المدن الجديدة والمشاريع العملاقة مثل نيوم والبحر الأحمر.

وفي ظل هذا التحول، تغيرت مراكز القوة. ففي 2030، لن يتم قياس القوة الاقتصادية للدول الخليجية فقط بمخزونها النفطي، بل بقدرتها على إنتاج الهيدروجين النظيف وتطوير تقنيات تخزين ونقل الطاقة المتجددة.

هذا المقال يستعرض توقعات عام 2030 لأربعة من أكبر مشاريع الطاقة في المنطقة، ويركز على دورها في تحديد مستقبل أسواق الطاقة العالمية.

توقعات 2030 لأكبر مشاريع الطاقة في المنطقة

مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم (المملكة العربية السعودية)

يُعد المشروع المشترك بين ACWA Power وAir Products وNEOM الأكبر من نوعه في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

  • توقعات 2030: الوصول إلى طاقة إنتاجية كاملة تبلغ حوالي 600 طن متري من الهيدروجين يومياً (يُحول إلى أمونيا خضراء للتصدير). التوقعات تشير إلى أن المشروع سيكون قد بدأ بالفعل في شحن أولى دفعاته الكبرى إلى أسواق آسيا وأوروبا، مما يرسخ مكانة السعودية كأحد أكبر مصدري الأمونيا الخضراء عالمياً.

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية (الإمارات العربية المتحدة)

يُعتبر أكبر موقع للطاقة الشمسية في العالم بموقع واحد، ويضم محطات للطاقة الكهروضوئية (PV) والحرارية المركزة (CSP).

  • توقعات 2030: الوصول إلى الهدف المعلن وهو 5000 ميجاوات (5 جيجاوات) من الطاقة النظيفة. سيكون المشروع قد لعب دوراً حاسماً في تحقيق هدف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة، وتوفير طاقة كافية لتشغيل مليون منزل تقريباً، وتقديم إمدادات كهرباء بأسعار تنافسية.

محطة براكة للطاقة النووية السلمية (الإمارات العربية المتحدة)

أول محطة للطاقة النووية السلمية في العالم العربي، وتعد مصدراً ثابتاً (Base Load) للطاقة النظيفة.

  • توقعات 2030: التشغيل الكامل لوحداتها الأربعة بطاقة إجمالية تبلغ حوالي 5.6 جيجاوات (GW). يتوقع أن تساهم المحطة بما يقارب 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، وهي طاقة نظيفة ومستدامة، مما يعزز أمن الطاقة ويقلل بشكل جذري من الانبعاثات الكربونية في البلاد.

مشروع سدير للطاقة الشمسية (المملكة العربية السعودية)

أحد مشاريع الطاقة الشمسية العملاقة في السعودية، بقيادة صندوق الاستثمارات العامة (PIF) وشركة ACWA Power.

  • توقعات 2030: الوصول إلى طاقته الكاملة التي تبلغ 1500 ميجاوات (1.5 جيجاوات)، حيث سيكون جزءاً أساسياً من محفظة الطاقة المتجددة المتنامية في المملكة والمساهمة في توفير الطاقة لمشاريع البنية التحتية والمناطق الصناعية.

مقارنة توقعات أكبر مشاريع الطاقة في المنطقة (2030)

المشروعالدولةنوع التقنيةالطاقة الإنتاجية المتوقعة (2030)الدور الاستراتيجي
الهيدروجين الأخضر (نيوم)السعوديةهيدروجين أخضر (أمونيا)600 طن/يوم (للتصدير)ريادة أسواق الطاقة العالمية الجديدة.
مجمع براكة النوويالإماراتطاقة نووية (نظيفة)5.6 جيجاواتضمان استقرار الشبكة وتوفير 25% من الكهرباء.
مجمع محمد بن راشد الشمسيالإماراتطاقة شمسية (PV و CSP)5 جيجاواتتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة.
سدير للطاقة الشمسيةالسعوديةطاقة شمسية (PV)1.5 جيجاواتدعم مزيج الطاقة السعودي وتغذية المناطق الصناعية.

التحول الأكبر: الهيدروجين الأخضر هو النفط الجديد

التوقعات لعام 2030 لأكبر مشاريع الطاقة في المنطقة تُرسخ قناعة بأن دول الخليج تنجح في تحويل ميزتها الجغرافية التقليدية (الطاقة الشمسية) إلى ميزة تنافسية عالمية جديدة (الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة المستقرة).

هذا التحول لا يضمن فقط مستقبل اقتصادات هذه الدول بعد عصر النفط، بل يضعها في موقع قيادي لإمداد العالم بالوقود النظيف اللازم لتحقيق أهداف المناخ، مؤكداً أن النفط الجديد لدول الخليج هو فعلاً الهيدروجين الأخضر.

🌐 المصادر

  1. [1] IEA (International Energy Agency) - Saudi Arabia Energy Policy Reviews and Renewable Energy Targets:
  2. [2] WAM (Emirates News Agency) - Barakah Nuclear Plant and MBR Solar Park Official Reports and Capacity:
  3. [3] ACWA Power / NEOM Green Hydrogen Company - Project Status and Production Forecasts (Helios Green Fuels):
  4. [4] IRENA (International Renewable Energy Agency) - MENA Energy Transition Outlook and Hydrogen Development: