
ترتيب الدول العربية في التقدم التكنولوجي لعام 2025
من هي الدول التي تُبشر بأن تكون الأكثر تقدماً تكنولوجياً في المنطقة هذا العام، وما هي المحركات الرئيسية وراء نجاحها
شهدت الدول العربية في السنوات الأخيرة قفزات نوعية في مسيرتها نحو التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي، مدفوعة برؤى وطنية طموحة واستثمارات ضخمة في البنية التحتية والذكاء الاصطناعي والمواهب.
في عام 2025، يُتوقع أن تُواصل هذه الدول سعيها لتكون في صدارة المشهد التكنولوجي الإقليمي والعالمي، ليس فقط كجزء من استراتيجيات التنويع الاقتصادي بعيداً عن النفط، ولكن أيضاً لتعزيز قدرتها التنافسية وخدمة مواطنيها بشكل أفضل.
هذا السباق نحو المستقبل الرقمي لا يُشكل تحولاً اقتصادياً فحسب، بل يُعيد أيضاً تشكيل مجتمعات بأكملها. فمن هي الدول التي تُبشر بأن تكون الأكثر تقدماً تكنولوجياً في المنطقة هذا العام، وما هي المحركات الرئيسية وراء نجاحها؟ لنتعمق في ملامح هذا التقدم المتسارع.
تعريف "التقدم التكنولوجي": مقياس الابتكار والرقمنة
يُقاس التقدم التكنولوجي بمجموعة من المؤشرات الشاملة التي تتجاوز مجرد استخدام التكنولوجيا، لتشمل:
مؤشرات الابتكار: مثل مؤشر الابتكار العالمي (GII) الذي يقيس الاستثمار في البحث والتطوير، جودة المؤسسات البحثية، ونواتج الابتكار.
التحول الرقمي والحكومة الرقمية: مدى تطور الخدمات الحكومية الإلكترونية، البنية التحتية للاتصالات (5G، الألياف البصرية)، والجاهزية الرقمية للمجتمع.
الاستثمار في التقنيات الناشئة: حجم الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، البلوك تشين، والأمن السيبراني.
رأس المال البشري: عدد خريجي التخصصات العلمية والتكنولوجية (STEM)، جودة التعليم، وتوافر المواهب في قطاع التكنولوجيا.
بيئة الأعمال التكنولوجية: سهولة تأسيس الشركات الناشئة، وجود حاضنات ومسرعات الأعمال، وتوافر التمويل للمشاريع التكنولوجية.
ترتيب الدول العربية في التقدم التكنولوجي 2025 (توقعات ومؤشرات):
بناءً على التقارير الدولية الحديثة، ومؤشرات الابتكار العالمية لعام 2024 (التي تُعد مؤشراً قوياً لعام 2025)، والتوجهات الاستثمارية الحالية، يُمكن توقع الترتيب التالي لأبرز الدول العربية في التقدم التكنولوجي:
تصور بياني مبسط لترتيب الدول العربية في مؤشر الابتكار العالمي 2024 (كمؤشر لعام 2025):
╔═══════════════════════════════════════════╗
║ ترتيب الدول العربية في التقدم التكنولوجي (تقديرات 2025) ║
╠═══════════════════════════════════════════╣
║ 1. الإمارات العربية المتحدة: ████████████████████████████████████████ (الأولى عربياً، ضمن Top 35 عالمياً) ║
║ 2. المملكة العربية السعودية: ███████████████████████████████ (الثانية عربياً، ضمن Top 50 عالمياً) ║
║ 3. قطر: ████████████████████████████ (الثالثة عربياً، ضمن Top 50 عالمياً) ║
║ 4. المغرب: █████████████████ ║
║ 5. الكويت: ████████████████ ║
║ 6. البحرين: ██████████████ ║
║ 7. الأردن: █████████████ ║
║ 8. عُمان: ████████████ ║
║ 9. تونس: ██████████ ║
║ 10. مصر: ████████ ║
╚═══════════════════════════════════════════╝
تحليل لأبرز الدول ومحركات تقدمها التكنولوجي:
الإمارات العربية المتحدة:
الريادة: تُواصل الإمارات تصدرها كقائدة للابتكار التكنولوجي في العالم العربي. في مؤشر الابتكار العالمي 2024، جاءت في المرتبة 32 عالمياً والأولى عربياً.
الأسباب: مدفوعة برؤى استراتيجية مثل "مئوية الإمارات 2071" و"استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031"، تُركز الدولة على المدن الذكية، الاقتصاد الرقمي، الذكاء الاصطناعي، البلوك تشين، والحوسبة السحابية. تستثمر دبي وأبوظبي بشكل خاص في تحويل المدن إلى نماذج ذكية عالمية. تُظهر "استراتيجية الحكومة الرقمية 2025" التزاماً بتوفير بنية تحتية رقمية عالمية المستوى وخدمات حكومية متكاملة وسهلة.
المملكة العربية السعودية:
التقدم السريع: تُسجل المملكة قفزات نوعية في مؤشرات الابتكار والتقدم التكنولوجي. في مؤشر الابتكار العالمي 2024، حلت في المرتبة 47 عالمياً والثانية عربياً.
الأسباب: تُعد "رؤية السعودية 2030" المحرك الأساسي، مع استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية، الذكاء الاصطناعي (حيث جذبت استثمارات أمريكية تتجاوز 13 مليار دولار في 2024-2025 في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات)، وتطوير المدن المستقبلية مثل "نيوم". تشهد السعودية طفرة في تمويل الشركات الناشئة، حيث قادت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تمويل الشركات الناشئة في النصف الأول من 2025.
قطر:
طموح رقمي: تُواصل قطر تحقيق تقدم كبير في التحول الرقمي، حيث جاءت في المرتبة 49 عالمياً والثالثة عربياً في مؤشر الابتكار العالمي 2024.
الأسباب: لديها رؤية طموحة لتكون مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا والابتكار بحلول 2030، مع استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير الخدمات الرقمية الحكومية.
المغرب:
بوابة الابتكار الإفريقية: يُعد المغرب من الدول العربية الرائدة في شمال أفريقيا من حيث الابتكار والتحول الرقمي، حيث احتل المرتبة 66 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2024.
الأسباب: يُركز المغرب على تطوير البنية التحتية الرقمية، دعم الشركات الناشئة، والاستثمار في الطاقات المتجددة والتقنيات الخضراء.
الكويت:
جهود التحول الرقمي: تعمل الكويت على تعزيز مكانتها في التحول الرقمي، وجاءت في المرتبة 71 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2024.
الأسباب: استثمارات في سوق تكنولوجيا المعلومات، وخطط لتعزيز البنية التحتية الرقمية والحكومة الإلكترونية.
البحرين:
مركز إقليمي للتكنولوجيا المالية: تُواصل البحرين جهودها في تطوير قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) والتقنيات الناشئة، محتلة المرتبة 72 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2024.
الأردن:
مواهب رائدة: يُشتهر الأردن بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات النابض بالحياة، وشركاته الناشئة الواعدة، ومواهبه الشابة في هذا المجال، حيث جاء في المرتبة 73 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2024.
عُمان:
النمو المتواصل: تُظهر عُمان نمواً ملحوظاً في مؤشر الابتكار، محتلة المرتبة 74 عالمياً في 2024. تُركز على تعزيز الابتكار والبحث والتطوير كجزء من رؤيتها المستقبلية.
المحركات الرئيسية للتقدم التكنولوجي في الدول العربية:
1- الرؤى الوطنية الطموحة: تتبنى العديد من الدول العربية استراتيجيات ورؤى طويلة المدى (مثل رؤية 2030 في السعودية، مئوية الإمارات 2071) تُركز بشكل كبير على التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي.
2- الاستثمارات الحكومية والخاصة: ضخ مليارات الدولارات في البنية التحتية الرقمية، مراكز البيانات، الذكاء الاصطناعي، وتمويل الشركات الناشئة.
3- جذب المواهب وتطويرها: برامج تعليمية متطورة، شراكات مع جامعات عالمية، وجهود لجذب واستقطاب الكفاءات العالمية في التكنولوجيا.
4- بناء المدن الذكية والمناطق الحرة التكنولوجية: إنشاء بيئات حاضنة للابتكار مثل مدينة نيوم ودبي الذكية التي تُشجع على تطبيق أحدث التقنيات.
5- التنويع الاقتصادي: سعي الدول لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر دخلها من خلال اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا.
التحديات التي تواجه التقدم التكنولوجي في الدول العربية:
فجوة المواهب: على الرغم من الاستثمار في التعليم، لا يزال هناك تحدٍ في سد الفجوة بين المهارات المطلوبة في سوق العمل التكنولوجي والمواهب المتاحة محلياً.
البحث والتطوير: لا تزال بعض الدول بحاجة إلى زيادة استثماراتها في البحث والتطوير الأساسي لتعزيز الابتكار الذاتي.
الأطر التنظيمية: الحاجة إلى تطوير أطر تنظيمية تُواكب التطور السريع للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لضمان الابتكار المسؤول.
التمويل للشركات الناشئة: على الرغم من النمو، لا يزال الوصول إلى التمويل الكافي تحدياً لبعض الشركات الناشئة خارج المراكز الرئيسية.
مستقبل مشرق للابتكار العربي
في عام 2025، تُشكل الدول العربية طليعة من اللاعبين الرئيسيين في مشهد التقدم التكنولوجي العالمي. تُظهر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ريادة واضحة في تبني التقنيات المتقدمة والاستثمار فيها، مدعومة برؤى وطنية طموحة.
ومع استمرار الاستثمار في البنية التحتية، ورأس المال البشري، والابتكار، تُبشر هذه الدول بمستقبل رقمي مزدهر ليس لها فقط، بل للمنطقة بأسرها. إن قدرتها على التكيف مع التحديات وتطوير بيئة مواتية للابتكار ستكون حاسمة في تحديد مدى تأثيرها في الثورة التكنولوجية العالمية.
مصادر المقال الرسمية:
- مؤشر الابتكار العالمي (Global Innovation Index - GII) 2024:
- يُصدر سنوياً عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) بالتعاون مع جامعة كورنيل ومعهد إنسياد. يُعد المصدر الأكثر موثوقية لترتيب الدول في مجال الابتكار.
- الموقع الإلكتروني:www.wipo.int/global_innovation_index/en/(لتقارير GII الحديثة)
- تقارير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum):
- تُقدم رؤى حول الجاهزية التكنولوجية والابتكار للدول.
- الموقع الإلكتروني:www.weforum.org