ترتيب الدول العربية على مؤشر الاستعداد التكنولوجي لعام 2023
احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية بين الدول العربية بعد الإمارات العربية المتحدة على مؤشر الاستعداد التكنولوجي
شهد العالم خلال العقدين الماضيين تطورات هائلة في مجال التكنولوجيا، حيث أصبحت التقنيات الرائدة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) تقود النمو الاقتصادي وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة. وفي هذا السياق، أصدرت مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية تقريرًا شاملاً لعام 2023 تحت عنوان "التكنولوجيا والابتكار"، يسلط الضوء على الاستعداد التكنولوجي للدول حول العالم، بما في ذلك الدول العربية.
مفهوم الاستعداد التكنولوجي
الاستعداد التكنولوجي هو مؤشر يقيس قدرة الدول على تبني واستخدام وتكييف التقنيات الحديثة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. يتضمن هذا المؤشر خمسة مكونات رئيسية: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، المهارات، الصناعة، البحث والتطوير، والتمويل. تم تقييم 166 دولة على مستوى العالم بناءً على هذه المعايير الخمسة.
أداء الدول العربية على المؤشر
تفاوت أداء الدول العربية على مؤشر الاستعداد التكنولوجي لعام 2023 بشكل كبير، حيث تأثرت نتائجها بعوامل مثل البنية التحتية التكنولوجية، مستوى التعليم والتدريب، الدعم الحكومي للابتكار، والقدرة على جذب الاستثمارات في مجال التكنولوجيا.
الإمارات العربية المتحدة
تصدرت الإمارات العربية المتحدة الدول العربية على مؤشر الاستعداد التكنولوجي بفضل استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية التكنولوجية والتزامها بتطوير مهارات القوى العاملة. وقد ساعدت مبادرات مثل "رؤية الإمارات 2021" و"استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي" في تعزيز مكانة الإمارات كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار.
المملكة العربية السعودية
احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية بين الدول العربية، مدفوعة بمبادراتها الطموحة مثل "رؤية السعودية 2030" التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط وتعزيز القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا والابتكار. وقد أسست السعودية مدنًا ذكية مثل نيوم، التي تعتمد على تقنيات متقدمة لتحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة.
قطر
جاءت قطر في المرتبة الثالثة بفضل استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز التعليم والبحث العلمي. وقد أسهمت مشاريع مثل "وادي السيليكون القطري" في جذب الشركات الناشئة وتوفير بيئة داعمة للابتكار.
تحديات وفرص
على الرغم من التقدم الذي أحرزته بعض الدول العربية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العديد من هذه الدول في مجال الاستعداد التكنولوجي. تشمل هذه التحديات نقص التمويل، عدم كفاية البنية التحتية التكنولوجية، وضعف نظام التعليم والتدريب على المهارات التقنية.
من ناحية أخرى، تفتح التقنيات الرائدة نوافذ جديدة من الفرص للدول العربية. يمكن أن تسهم التكنولوجيا في تحسين الكفاءة الاقتصادية، تقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية، وتعزيز القدرة على الصمود أمام التحديات البيئية والاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء أن تساعد في تحسين إدارة الموارد، تعزيز الرعاية الصحية، وتطوير التعليم.
المستقبل التكنولوجي للدول العربية
يتطلب تعزيز الاستعداد التكنولوجي في الدول العربية تبني استراتيجيات شاملة تتضمن تحسين البنية التحتية التكنولوجية، تعزيز التعليم والتدريب على المهارات التقنية، دعم الابتكار والبحث العلمي، وجذب الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا. كما يجب على الدول العربية التعاون مع الشركاء الدوليين والاستفادة من التجارب الناجحة لتعزيز قدرتها على تبني وتكييف التقنيات الحديثة.