
ترتيب دول الخليج على مؤشر القوة الناعمة 2025

كشف مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، الصادر عن مؤسسة "براند فاينانس"، عن تحولات ملحوظة في ترتيب دول الخليج العربي. حافظت الإمارات العربية المتحدة على موقعها الريادي، بينما شهدت دول خليجية أخرى تراجعًا في مراكزها.
الإمارات العربية المتحدة: استمرار التفوق
احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز العاشر عالميًا في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025، مما يعكس تأثيرها المتنامي على الساحة الدولية. هذا الإنجاز يُعزى إلى عدة عوامل، أبرزها:
- الاقتصاد المزدهر: حصلت الإمارات على المركز السابع عالميًا في قوة واستقرار الاقتصاد، بفضل سياسات التنويع الاقتصادي والاستثمارات الضخمة في مختلف القطاعات.
- فرص النمو المستقبلي: جاءت في المرتبة الرابعة عالميًا، مما يدل على بيئة استثمارية جاذبة وسياسات تشجع على الابتكار والتطوير.
- الكرم والعطاء: احتلت الإمارات المركز الرابع عالميًا في هذا المجال، مما يعكس جهودها الإنسانية والمساعدات التي تقدمها للدول المحتاجة.
- العلاقات الدولية: جاءت في المرتبة التاسعة عالميًا، بفضل دبلوماسية نشطة وشراكات استراتيجية مع مختلف دول العالم.
- التكنولوجيا والابتكار: احتلت المركز التاسع عالميًا، مما يعكس استثماراتها في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار.
هذه المؤشرات تعكس استراتيجية الإمارات في تعزيز مكانتها العالمية من خلال مزيج من القوة الاقتصادية، الدبلوماسية النشطة، والالتزام بالقيم الإنسانية.
المملكة العربية السعودية: تراجع ملحوظ
شهدت المملكة العربية السعودية تراجعًا في ترتيبها على مؤشر القوة الناعمة لعام 2025. هذا التراجع قد يُعزى إلى عدة عوامل، منها:
- التحديات الاقتصادية: رغم الجهود المبذولة في تنويع الاقتصاد، إلا أن الاعتماد الكبير على النفط والتقلبات في أسعاره قد أثرت على الاستقرار الاقتصادي.
- القضايا الحقوقية: الانتقادات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان قد أثرت على صورة المملكة عالميًا.
- العلاقات الدولية: التوترات الإقليمية والدولية قد أثرت على شبكة التحالفات والشراكات السعودية.
مع ذلك، تواصل المملكة جهودها في تنفيذ رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز القطاعات غير النفطية، مما قد يسهم في تحسين ترتيبها في المستقبل.
قطر: تحديات وحفاظ على المكانة
قطر، التي استثمرت بشكل كبير في تعزيز قوتها الناعمة من خلال استضافة الأحداث الرياضية العالمية وتطوير شبكة إعلامية مؤثرة، شهدت بعض التحديات في مؤشر 2025. قد يكون للحصار الإقليمي السابق وتأثيراته المستمرة دور في هذا التراجع. ومع ذلك، تستمر قطر في تعزيز مكانتها من خلال الاستثمارات في التعليم والرياضة والثقافة.
الكويت، البحرين، وعُمان: الحاجة إلى استراتيجيات تعزيز
هذه الدول احتلت مراكز متأخرة نسبيًا في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025. قد يُعزى ذلك إلى:
- الاقتصادات الصغيرة: مقارنة بجيرانها، تمتلك هذه الدول اقتصادات أصغر، مما يحد من تأثيرها الاقتصادي عالميًا.
- قلة الظهور الدولي: الانخراط المحدود في القضايا الدولية والمناسبات العالمية قد يقلل من تأثيرها على الساحة الدولية.
لتحسين مراكزها، قد تحتاج هذه الدول إلى تطوير استراتيجيات تركز على تعزيز حضورها الدولي من خلال الثقافة، التعليم، والدبلوماسية العامة.
معايير مؤشر القوة الناعمة
يعتمد مؤشر القوة الناعمة على 55 مؤشرًا فرعيًا تغطي مجالات متعددة، منها:
- الاقتصاد والتجارة: قدرة الدولة على التأثير في الاقتصاد العالمي وجذب الاستثمارات.
- العلاقات الدولية: شبكة التحالفات والشراكات الدبلوماسية.
- الثقافة والتراث: قدرة الدولة على نشر ثقافتها وجذب السياح.
- التكنولوجيا والابتكار: الاستثمار في البحث والتطوير والتقنيات الحديثة.
- الكرم والعطاء: مساهمات الدولة في المساعدات الإنسانية والتنموية.
هذه المعايير توفر نظرة شاملة لقدرة الدول على التأثير في الساحة الدولية بوسائل غير تقليدية.
خلاصة
يُظهر مؤشر القوة الناعمة لعام 2025 تباينًا في أداء دول الخليج العربي. بينما تواصل الإمارات العربية المتحدة تعزيز مكانتها العالمية من خلال استراتيجيات متعددة الأبعاد، تواجه دول أخرى تحديات تتطلب تبني سياسات جديدة لتعزيز حضورها الدولي. الاستثمار في الثقافة، التعليم، التكنولوجيا، والدبلوماسية العامة قد يكون المفتاح لتحسين ترتيب هذه الدول في المستقبل.