
ثورة التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط 2025: إحصائيات سلوك المستهلك
لم تعد التجارة الإلكترونية مجرد خيار، بل أصبحت جزءاً أساسياً من النسيج الاقتصادي للمنطقة، مدفوعةً بالنمو السكاني، والشباب المطلع على التكنولوجيا، والاستثمارات الحكومية الهائلة في البنية التحتية الرقمية
يشهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثورة رقمية غير مسبوقة، تُعيد تشكيل عادات التسوق لدى الملايين من المستهلكين.
ففي عام 2025، لم تعد التجارة الإلكترونية مجرد خيار، بل أصبحت جزءاً أساسياً من النسيج الاقتصادي للمنطقة، مدفوعةً بالنمو السكاني، والشباب المطلع على التكنولوجيا، والاستثمارات الحكومية الهائلة في البنية التحتية الرقمية.
هذه الثورة لا تغير طريقة الشراء فحسب، بل تُشير أيضاً إلى تحول في سلوك المستهلك وقوته الشرائية المتزايدة.
السوق في أرقام: نمو هائل وقوة شرائية متزايدة
تُظهر الأرقام أن سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط ينمو بمعدل يُفوق المعدل العالمي. فقد وصل حجم السوق في عام 2025 إلى ما يقارب 110 مليار دولار أمريكي، مع توقعات بوصوله إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030.
ويُعد هذا النمو نتاجاً لارتفاع معدلات انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، إلى جانب وعي المستهلك بالراحة والتنوع اللذين تُقدمهما المتاجر الإلكترونية.
- الأسواق الرائدة: تُعتبر المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر أكبر ثلاثة أسواق في المنطقة، حيث تُشكل مجتمعةً أكثر من 80% من حجم السوق الإجمالي.
- المستهلك الشاب: يُشكل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً النسبة الأكبر من المتسوقين عبر الإنترنت، حيث يُمثلون القوة الدافعة للنمو بفضل اعتيادهم على التكنولوجيا.
سلوك المستهلك: ماذا ومتى ولماذا يشتري؟
تُظهر البيانات أن سلوك المستهلك في المنطقة أصبح أكثر تطوراً وتخصصاً، حيث يتم الشراء بناءً على عوامل محددة:
- الأسعار التنافسية: يُعتبر السعر العامل الأهم في قرار الشراء، حيث يبحث المستهلكون عن عروض وخصومات أفضل عبر الإنترنت مقارنة بالمتاجر التقليدية.
- الراحة وسهولة الوصول: تُعد إمكانية التسوق في أي وقت ومن أي مكان هي الدافع الرئيسي لكثير من المستخدمين، خاصةً في ظل نمو التجارة الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة.
- تنوع المنتجات: تُوفر المتاجر الإلكترونية مجموعة أوسع من المنتجات، مما يُتيح للمستهلكين الوصول إلى علامات تجارية محلية وعالمية لم تكن متوفرة سابقاً.
عوامل النمو: البنية التحتية والتحول الرقمي
لم يكن هذا النمو ممكناً لولا عدة عوامل أساسية:
1- البنية التحتية الرقمية: الاستثمارات الحكومية في شبكات الإنترنت عالية السرعة وتطوير المدن الذكية.
2- حلول الدفع: انتشار حلول الدفع الإلكتروني الآمنة، وخدمات "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" (Buy Now Pay Later)، التي شجعت المستهلكين على التسوق عبر الإنترنت.
3- الخدمات اللوجستية: تحسن خدمات الشحن والتوصيل، مما يُقلل من وقت انتظار الطلبات ويُعزز ثقة المستهلك.
- ربما يهمك: أرقام اقتصاد العمل الحر (Freelancing) 2025
جدول يوضح أبرز أسواق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط (تقديرات 2025)
الدولة | حجم السوق (مليار دولار أمريكي) | نسبة النمو السنوي (%) | أبرز فئات المنتجات |
المملكة العربية السعودية | 35 | 28.5% | الأزياء، الإلكترونيات، الألعاب |
الإمارات العربية المتحدة | 28 | 25.4% | الإلكترونيات، الأزياء، الجمال |
مصر | 15 | 22.1% | الإلكترونيات، الأزياء، المنتجات المنزلية |
باقي دول المنطقة | 32 | 20% | متفرقات |
مستقبل التسوق: نحو تجربة رقمية متكاملة
تُظهر أرقام 2025 أن التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط تسير على طريق النمو المستمر.
ومع استمرار التحول نحو التجارة عبر الهاتف المحمول، وانتشار التسوق الاجتماعي (Social Commerce)، وتكامل الذكاء الاصطناعي في تقديم توصيات شخصية، فإن مستقبل التسوق في المنطقة يتجه نحو تجربة رقمية أكثر سلاسة، وتخصيصاً، وتفاعلية، مما يُرسخ مكانتها كقوة اقتصادية رئيسية في العصر الرقمي.