أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي زيارةً ونمواً في 2025

شهد عام 2025 ترسيخاً لسيطرة الذكاء الاصطناعي التوليدي كقوة دافعة رئيسية لحركة المرور على شبكة الإنترنت، حيث تجاوز إجمالي زيارات أدوات الذكاء الاصطناعي عتبة الـ 100 مليار زيارة سنوية، مما يؤكد أننا انتقلنا بالفعل من مرحلة التجريب إلى مرحلة الاعتماد اليومي على هذه التقنيات. هذا التحول الكبير يغير الطريقة التي يبحث بها المستخدمون عن المعلومات، وينشئون المحتوى، ويقومون بالمهام الروتينية، مُحوّلاً الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى شريك رقمي لا غنى عنه.

تتصدر مشهد الذكاء الاصطناعي في 2025 منصات النمذجة اللغوية الكبيرة (LLMs)، وعلى رأسها "ChatGPT" الذي يواصل هيمنته المطلقة، مستحوذاً على ما يقرب من نصف إجمالي زيارات أدوات الذكاء الاصطناعي مجتمعة. ويُعزى هذا التفوق الهائل إلى الوعي المسبق بالعلامة التجارية، وسهولة الاستخدام، وعمق التفاعل الذي يقدمه، مما يضعه كالمحطة الأولى لأي استفسار أو مهمة إبداعية. لكن هذه الهيمنة ليست بلا منافس، فالعمالقة التكنولوجية الأخرى تستثمر بقوة في محاولة لتقليص هذه الفجوة.

• ربما يهمك: أكبر 10 مواقع عالمية من حيث حجم الزيارات لعام 2025

في المقابل، يشير النمو المتسارع لمنافسين رئيسيين مثل "Gemini" من جوجل و"Claude" من أنثروبيك، بالإضافة إلى صعود منصات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل "Perplexity"، إلى أن السوق بدأ في النضج والانقسام. هذا الانقسام يظهر تفضيل المستخدمين لحلول متخصصة؛ فالبعض يبحث عن قوة المعالجة والسرعة، والبعض الآخر يركز على الخصوصية والموثوقية في تقديم المعلومات، مما يتيح فرصاً لظهور لاعبين جدد يقدمون ميزات فريدة.

كما أن حركة المرور لا تقتصر على أدوات المحادثة فقط، بل تمتد لتشمل فئة واسعة من أدوات الإنتاجية والإبداع المدعومة بالذكاء الاصطناعي. من أدوات إنشاء الصور وتعديلها مثل Midjourney وRemove.bg، إلى أدوات تحرير النصوص ومساعدي الكتابة مثل Grammarly وQuillBot. هذه الأدوات التي تندرج ضمن "الخدمات المساعدة" تسجل مليارات الزيارات، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد محصوراً في المحادثات، بل أصبح عنصراً جوهرياً في كل خطوة من خطوات سير العمل الرقمي.

تصنيف أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية ونمواً في 2025

يوضح الجدول التالي أبرز 10 أدوات للذكاء الاصطناعي من حيث حجم الزيارات العالمية ونسبة النمو، وفقاً لبيانات منتصف عام 2025، مما يسلط الضوء على تركيز الطلب على أدوات المحادثة والإنتاجية:

الابتكار المتواصل في قلب التنافسية الرقمية

يُظهر حجم الزيارات والنمو الكبير الذي تحققه هذه الأدوات أن السباق في هذا المجال لا يتعلق فقط بتقديم أفضل نموذج لغوي، بل بتقديم أفضل تطبيق لهذا النموذج. فالأدوات التي نجحت في دمج الذكاء الاصطناعي في مهام يومية محددة وتقديم تجربة مستخدم سلسة، مثل أدوات الترجمة وتحرير الصور ومساعدي الكتابة، تحافظ على قاعدة جماهيرية واسعة ومستمرة في النمو.

كما أن معدلات النمو الصاروخية التي حققتها بعض الأدوات الناشئة تشير إلى مدى تقلب هذا السوق، حيث يمكن لمنتج جديد يتمتع بميزة فريدة أو نموذج عمل مبتكر أن يحقق قفزات مذهلة في وقت قصير. هذه الديناميكية تفرض على قادة السوق الحفاظ على وتيرة ابتكار عالية، ليس فقط في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية، بل أيضاً في توسيع تطبيقاتها العملية وتوفيرها على منصات متعددة.

إن التفاعل العميق الذي يولده الذكاء الاصطناعي – والمتمثل في متوسط طول الجلسة المرتفع لدى بعض هذه المنصات – هو ما يميزها عن مواقع الويب التقليدية. وعليه، فإن المواقع التي ستنجح في المستقبل هي التي ستتمكن من تحويل الزيارات العابرة إلى تفاعلات طويلة الأمد وذات قيمة عالية، سواء كان ذلك عبر الإجابة على استفسارات معقدة، أو توليد محتوى إبداعي، أو أتمتة مهام العمل، لتصبح بذلك جزءاً لا يتجزأ من حياتنا الرقمية والمهنية.

مصادر المقال