أصعب الجنسيات العالمية نيلًا لعام 2025

أصعب الجنسيات العالمية نيلًا لعام 2025

السعي للحصول على جنسية هذه الدول يتطلب صبراً استثنائياً واستعداداً للتنازل عن جذور قديمة، مما يجعل هذه العملية اختباراً حقيقياً للالتزام بالدولة المضيفة.

تُعد الجنسية بمثابة مفتاح الانتماء الكامل إلى دولة ما، وهي ليست مجرد وثيقة سفر، بل هي عقد اجتماعي يمنح حقوقاً والتزامات محددة. وفي حين تسعى العديد من الدول إلى جذب المهارات ورأس المال عبر برامج جنسية سريعة، تحتفظ دول أخرى بمعايير صارمة جداً لحماية نسيجها الاجتماعي وهويتها الوطنية. تصنيف "أصعب الدول" في منح الجنسية لعام 2025 يعتمد على متغيرات معقدة تشمل طول فترة الإقامة المطلوبة، تعقيد إجراءات الاندماج اللغوي والثقافي، وموقف الدولة من ازدواجية الجنسية.

في عام 2025، تبرز مجموعة من الدول، أغلبها دول صغيرة الحجم أو دول نفطية غنية، كحارسة مشددة لبوابتها الوطنية. هذه الدول غالباً ما تكون لديها نسيج اجتماعي متجانس نسبياً، أو تخشى من التأثير الديموغرافي للهجرة على توزيع الثروة الوطنية. إن الإجراءات المعقدة التي تفرضها هذه الدول ليست دائماً قانوناً مكتوباً بالكامل، بل هي مزيج من البيروقراطية المتشددة والحواجز الثقافية واللغوية العالية.

إن السعي للحصول على جنسية هذه الدول يتطلب صبراً استثنائياً واستعداداً للتنازل عن جذور قديمة، مما يجعل هذه العملية اختباراً حقيقياً للالتزام بالدولة المضيفة.

في هذا المقال، نستعرض أبرز الدول التي وضعت عقبات عالية أمام طالبي التجنيس، مع تحليل للأسباب الكامنة وراء هذه الصرامة.

دول الخليج: الحفاظ على الهوية السكانية الصغيرة

تتصدر دول الخليج العربي قائمة الدول التي تجعل من الحصول على الجنسية مغامرة طويلة وشاقة، خاصةً لمن ليس لديهم صلة نسب مباشرة:

  • قطر: تُعتبر من أصعب الدول، حيث تتطلب قوانينها إقامة مستمرة قد تصل إلى 25 عاماً للحصول على أهلية الطلب بالتجنيس. بالإضافة إلى ذلك، تُشدد قطر على ضرورة إتقان اللغة العربية، وإثبات الاستقرار المالي، وغالباً ما ترفض منح الجنسية المزدوجة، مما يجبر المتقدم على التنازل عن جنسيته الأصلية.
  • الإمارات العربية المتحدة: على الرغم من كونها وجهة رئيسية للوافدين، إلا أن قوانين التجنيس فيها لا تزال صارمة للغاية. يتطلب المسار التقليدي إقامة طويلة جداً، وفي الغالب يتم منح الجنسية بناءً على "مساهمات استثنائية" أو عبر مراسيم أميرية نادرة، وليس من خلال مسار طبيعي سهل.
  • الكويت والمملكة العربية السعودية: تتبعان نهجاً مشابهاً، حيث يتطلب التجنيس سنوات طويلة من الإقامة المستمرة، إلى جانب شروط صارمة تتعلق بالدين (في بعض الحالات) أو بالانتماء العرقي أو المهني.

الحصن الأوروبي: الإقامة الطويلة والاندماج العميق

في أوروبا، تفرض بعض الدول شروطاً طويلة جداً للوصول إلى التجنيس، ما يعكس تركيزها على مفهوم الاندماج الكامل والمُختبَر عبر الزمن:

  • سويسرا: تشتهر بمتطلباتها العالية، حيث تتطلب الإقامة لفترات طويلة (تتراوح بين 10 و 12 سنة حسب الكانتون)، بالإضافة إلى إجراءات دمج إقليمية فريدة، حيث قد يتطلب الأمر موافقة المجتمعات المحلية نفسها (الاستفتاءات البلدية) لقبول المواطن الجديد.
  • النمسا: تُصنّف ضمن أصعب دول الاتحاد الأوروبي، إذ تفرض فترة إقامة لا تقل عن 10 سنوات، مع متطلبات إثبات الاندماج اللغوي والثقافي على مستوى عالٍ جداً.
  • اليابان: على الرغم من أن اليابان تسمح بالتقدم للتجنيس بعد 5 سنوات من الإقامة المتواصلة، إلا أن متطلباتها الفعلية صعبة للغاية، حيث تطلب التنازل الكامل عن الجنسية الأصلية، وإثبات استقرار مالي كبير، وقدرة ممتازة على التحدث والكتابة باللغة اليابانية، وغالباً ما تُركز على النمط السلوكي "المنسجم تماماً" مع المجتمع.

حالات خاصة: دول ذات كتلة سكانية محدودة

هناك دول صغيرة جداً تفرض شروطاً شبه مستحيلة نظراً لصغر عدد مواطنيها ورغبتهم في الحفاظ على هذا التوازن:

  • الفاتيكان: هو أصعب مكان للحصول على الجنسية على الإطلاق، حيث لا تُمنح إلا لعدد محدود جداً من الأشخاص لظروف محددة تتعلق بخدمة الكنيسة الكاثوليكية أو الدبلوماسية (مثل الكرادلة العاملين أو الموظفين المعينين).
  • بوتان: تتطلب إقامة طويلة جداً (تصل إلى 20 عاماً) مع إثبات الولاء الكامل للتقاليد الملكية والبوتانية، ولا تسمح بازدواجية الجنسية.

التحدي الأسمى: التنازل عن الهوية والجذور

إن الصعوبة في نيل جنسية هذه الدول تُظهر الإدراك بأن الانتماء الوطني يبقى قراراً سيادياً تتشابك فيه العوامل القانونية والثقافية والتاريخية. بينما تفتح بعض الدول أبوابها مقابل الاستثمار، فإن هذه الدول المختارة تُقيِّم الالتزام طويل الأمد على حساب الثروة السريعة. النجاح في الحصول على جنسيتها لا يعني فقط تجاوز الإجراءات، بل يعني غالباً التخلي عن جزء من الهوية الأصلية والاندماج كلياً في نسيج مجتمعها الفريد.

الإنفوجرافيك:

الترتيب (تقريبي)الدولةالحد الأدنى لفترة الإقامة (سنوات)الموقف من ازدواجية الجنسية
1قطر25لا تسمح (تطلب التنازل)
2الإمارات العربية المتحدة30 (للتجنيس التقليدي)غالباً لا تسمح
3سويسرا10 - 12 (حسب الكانتون)جزئي/تتطلب إذناً خاصاً
4النمسا10جزئي/تتطلب إذناً خاصاً
5اليابان5 (بمتطلبات اندماج صارمة)لا تسمح (تطلب التنازل)
6بوتان20لا تسمح
7الفاتيكانغير مُطبق (مرتبط بالمنصب فقط)غير مُطبق

المصادر

  1. [1] Terratern, "Top 15 Hardest Countries To Get Citizenship in 2025: Updated":
  2. [2] Jagran Josh, "List of 10 Hardest Countries to Get Citizenship in the World (Updated 2025)":
  3. [3] Immigrant Invest, "15 countries with the hardest paths to citizenship by naturalization in 2023": (يُستخدم كمرجع أساسي لتصنيف الإجراءات الطويلة)
  4. [4] Wikipedia, "Naturalization" (لأحكام الإقامة في دول محددة):
  5. [5] Henley & Partners, "Facilitated Naturalization" (لأطر الاتحاد الأوروبي):