مؤشّرات الأمان والسلامة في دول الخليج 2025

مؤشّرات الأمان والسلامة في دول الخليج 2025

في حين أن المؤشرات الدولية الأخرى تظهر تدهوراً في مستويات السلامة في مناطق مختلفة من العالم، سجلت دول الخليج أدنى مستويات مسجلة عالمياً في معدلات الجريمة

تواصل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، في عام 2025، رسم مسار استثنائي في سجلات الأمان العالمي، محققةً مستويات تفوق العديد من الدول المتقدمة في شتى القارات. هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تراكم استراتيجي طويل الأمد يركز على تعزيز البنية التحتية التشريعية والتطبيقية للأمن العام. فبحسب أحدث التصنيفات الدولية، وعلى رأسها مؤشرات "Numbeo" العالمية، أصبحت المنطقة تمثل مرجعاً يُقاس به مدى استقرار المجتمعات وحماية الأفراد والممتلكات، مما يعزز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار والسياحة المستدامة.

ويُظهر تقرير منتصف عام 2025 كيف أن دول الخليج، خاصة الإمارات وقطر، تتبوأ المراتب الأولى في المؤشرات التي تقيس الشعور بالأمان، سواء خلال النهار أو الليل. هذه البيئة الآمنة لا تنعكس فقط في انخفاض معدلات الجرائم التقليدية، بل تمتد لتشمل مستوى الأمان في استخدام وسائل النقل والتجول الليلي، وهو مؤشر حيوي لقياس الثقة المجتمعية في النظام الأمني. هذا التفوق يعكس التزاماً حكومياً راسخاً بتبني أحدث التقنيات في المراقبة والوقاية، مدعوماً بتدريب وكفاءة عالية للقوات الأمنية في مختلف الإدارات المختصة.

علاوة على ذلك، يبرز التباين بين الأداء الإقليمي والأداء العالمي في سياق مؤشر الجريمة (Crime Index). ففي حين أن المؤشرات الدولية الأخرى تظهر تدهوراً في مستويات السلامة في مناطق مختلفة من العالم، سجلت دول الخليج أدنى مستويات مسجلة عالمياً في معدلات الجريمة، وهو ما يترجم مباشرة إلى مؤشر "أقل قيمة جريمة" على مستوى الدول. هذا التفوق في الجانب السلبي (الجريمة المنخفضة) هو دليل قوي على نجاح السياسات الاستباقية المتبعة في الحد من أي ممارسات قد تؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي والاقتصادي المزدهر في المنطقة.

من ناحية المدن، يثبت استمرار تصدر أبوظبي للقائمة العالمية لـ "المدن الأكثر أماناً" للسنة التاسعة على التوالي، ووجود مدن أخرى مثل عجمان ودبي والدوحة في المراكز الأولى، أن الأمان في الخليج هو ظاهرة حضرية شاملة وليست مقتصرة على العواصم فقط. إن هذا التوزيع الجغرافي للأمان داخل دول المجلس يشي بوجود معايير أمنية موحدة وعالية التطبيق في جميع المراكز الحضرية الرئيسية.

تحليل معمق لمراكز الصدارة العالمية

تُظهر البيانات المجمّعة أن دول المجلس تظهر قوة ملموسة في التصنيفات العالمية. ويتصدر المشهد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي نجحت في إزاحة دول أوروبية كانت تتنافس على القمة في السنوات السابقة. وتحتل قطر وعُمان مراتب متقدمة جداً، مما يرسخ فكرة أن الاستقرار السياسي والتخطيط طويل الأمد هما الركائز الأساسية لتحقيق هذه الدرجات المرتفعة من الأمان المتصور والمُعاش من قبل السكان.

الدولةالترتيب العالمي (مؤشر السلامة 2025)أدنى مؤشر جريمة (الأقل جريمة عالمياً)
الإمارات العربية المتحدة1الأقل عالمياً
قطر3ضمن الأدنى عالمياً
سلطنة عُمان6ضمن الأدنى عالمياً
المملكة العربية السعودية14ضمن الأدنى عالمياً
البحرين15ضمن الأدنى عالمياً

مفاتيح الاستقرار الأمني المستدام

إن استدامة هذا الأداء الاستثنائي ترتبط بشكل وثيق بالاستثمارات في العوامل التي ترفع من "مرونة" الدولة ضد الجريمة المنظمة، وليس فقط الجرائم البسيطة. وتتضمن هذه الاستثمارات التنمية الاقتصادية الشاملة، ورفع مستويات الرخاء، وتوفير الخدمات العامة المتميزة، وهو ما يجعل السكان والمقيمين شركاء فاعلين في الحفاظ على النظام العام. إن التعاطي الفعال مع التحديات الأمنية العابرة للحدود، والتركيز على مكافحة الجرائم الإلكترونية التي تتزايد عالمياً، يمثل التحدي القادم الذي تعمل عليه المنطقة لضمان استمرارية التفوق.

خلاصة الريادة الأمنية ورؤى المستقبل

في الختام، فإن الوضع الأمني في دول الخليج لعام 2025 يمثل نموذجاً عالمياً يُحتذى به في تحقيق الاستقرار والرخاء. إن التزام الحكومات بتوفير بيئة آمنة للمواطن والمستثمر الأجنبي هو القوة الدافعة وراء هذه التصنيفات المتقدمة. هذا الإنجاز يضع المنطقة في مكانة متقدمة لضمان النمو الاقتصادي وجذب الكفاءات العالمية، مما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للجميع.

المصادر

  1. TEKCE - UAE Tops Global Safety Rankings 2025 (Numbeo):
  2. Times of Dubai - GCC Countries Dominate Global Nighttime Safety Rankings (Gallup & Numbeo):
  3. Gulf News - UAE ranked safest country in the world in 2025 (Numbeo Mid-Year 2025):
  4. Economy Middle East - Why the GCC region dominates the list of the world's safest cities in 2025: