
أرقام استخدام الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي 2025
التبني المتسارع لا يقتصر على الحكومات فحسب، بل يشمل أيضاً الشركات الناشئة التي تظهر يوماً بعد يوم، والمؤسسات المالية التي تستخدمه في تحليل البيانات، وحتى المستشفيات التي تعتمد عليه في التشخيص.
الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مفهوم مستقبلي، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجيات الوطنية لدول الوطن العربي، التي تسعى لتنويع اقتصاداتها وتحقيق التحول الرقمي. فمع استثمارات ضخمة من القطاعين العام والخاص، تحولت المنطقة إلى ساحة رئيسية لتبني هذه التقنية، مما يُساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين الخدمات الحكومية، ودفع عجلة الابتكار.
هذا التبني المتسارع لا يقتصر على الحكومات فحسب، بل يشمل أيضاً الشركات الناشئة التي تظهر يوماً بعد يوم، والمؤسسات المالية التي تستخدمه في تحليل البيانات، وحتى المستشفيات التي تعتمد عليه في التشخيص. إنه تحول شامل يهدف إلى بناء اقتصاد معرفي قادر على المنافسة عالمياً.
التحليل التالي يُقدم نظرة معمقة على الأرقام والإحصائيات التي تُشكل ملامح هذا السوق الديناميكي في عام 2025، معتمداً على البيانات الصادرة عن مؤسسات بحثية عالمية وخطط التنمية الحكومية. يُظهر هذا التحليل أن الوطن العربي يستثمر بقوة في عقول الآلات.
اقرأ ايضا: أشهر الاكلات الشعبية حول العالم 2025
حجم السوق: اقتصاد الثورة الصناعية الرابعة
تُشير الأرقام إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي ينمو بوتيرة سريعة، مما يجعله أحد أكثر القطاعات جاذبية للاستثمار في المنطقة.
- القيمة الإجمالية: تُشير التقديرات إلى أن قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تجاوزت 10 مليارات دولار أمريكي في عام 2025، مع توقعات بزيادة هذا الرقم بشكل كبير في السنوات القادمة.
- معدل النمو: ينمو هذا السوق بمعدل يُقدر بـ 25% سنوياً، وهو ما يُعكس الطلب المتزايد على أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
القطاعات الرائدة: محركات النمو
تُقدم الحلول الذكية قيمة مضافة في قطاعات حيوية، مما يجعلها محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي.
- الخدمات الحكومية: تُعد الحكومات في دول مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية من أكبر المستثمرين في الذكاء الاصطناعي. تُستخدم هذه التقنية في تحسين الخدمات العامة، وتسهيل الإجراءات الحكومية، وتحليل البيانات لدعم صناعة القرار.
- القطاع المالي: يُظهر القطاع المالي تبنياً كبيراً للذكاء الاصطناعي، حيث يُستخدم في تحليل السلوك المالي للعملاء، ومكافحة الاحتيال، وتخصيص الخدمات المصرفية، مما يُساهم في زيادة الكفاءة.
- الرعاية الصحية: تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية لتحليل الصور الطبية، ومساعدة الأطباء في التشخيص، وتخصيص خطط العلاج للمرضى، مما يُحسن من جودة الخدمات الصحية.
الاستثمار الحكومي: المال هو المحرك
يُعد الاستثمار الحكومي هو المحرك الرئيسي للنمو، حيث تُخصص دول الخليج ميزانيات ضخمة لتنفيذ استراتيجياتها الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي.
الإمارات العربية المتحدة:
تُعتبر دولة الإمارات رائدة في هذا المجال، حيث تُشير الأرقام إلى أن استثمارات الحكومة والقطاع الخاص في الذكاء الاصطناعي قد تجاوزت 6 مليارات دولار حتى عام 2025، مما يُعزز من مكانتها كمركز للابتكار.
المملكة العربية السعودية:
تُركز المملكة العربية السعودية على بناء اقتصاد قائم على البيانات، حيث تُشير التقارير إلى أن قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في المملكة قد تجاوزت 2.4 مليار دولار في عام 2025، مع خطط لزيادة هذا الرقم إلى 135 مليار دولار بحلول عام 2030.
جدول يوضح أرقام الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي (تقديرات 2025)
المؤشر | القيمة التقديرية (مليار دولار) | ملاحظات |
القيمة الإجمالية للسوق | > 10 | في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا |
معدل النمو السنوي | ~ 25% | يُعكس التبني السريع للتقنية |
قيمة السوق في السعودية | ~ 2.4 | جزء من رؤية 2030 |
استثمار الشركات الناشئة | > 1 | في الشركات الناشئة المتخصصة |
بناء العقول الرقمية
تُؤكد هذه الأرقام أن دول الوطن العربي تُدرك أن مستقبلها لا يعتمد على الموارد الطبيعية فقط، بل على قدرتها على تبني التقنيات المتقدمة. إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يُعبر عن رؤية استراتيجية لبناء اقتصاد مستدام، يُعزز من التنافسية العالمية، ويُحقق الرفاهية للمواطنين.
هذا التوجه يُشكل نقطة تحول حقيقية، حيث تُصبح الجامعات ومراكز الأبحاث ومسرعات الأعمال محركات أساسية لإنتاج جيل جديد من الخبراء القادرين على قيادة الثورة الرقمية.