أرقام الاعتماد على المقاييس الحيوية وإهمال كلمات المرور القوية 2025

أرقام الاعتماد على المقاييس الحيوية وإهمال كلمات المرور القوية 2025

الارتفاع الكبير في تبني المقاييس الحيوية، مدفوعاً بكونها أكثر سهولة وأقل عُرضة للنسيان من كلمة المرور المعقدة، قد أوجد وهماً بالحصانة.

لم يعد الأمن السيبراني رفاهية، بل أصبح عصب الحياة الرقمية المتزايدة. ومع ذلك، تشير الإحصائيات العالمية لعام 2025 إلى تناقض صارخ: فبقدر ما يتطور الوعي الأمني، يزداد الاعتماد على حلول القياسات الحيوية (Biometrics) لراحتها الفائقة، مما يدفع المستخدمين إلى إهمال الممارسات الأساسية لأمن المعلومات، وفي مقدمتها إنشاء كلمات مرور قوية ومعقدة.

لقد باتت البصمة والوجه هي البوابة السحرية للولوج إلى العالم الرقمي، وكمثال على هذا التوجه، من المتوقع أن تصل المعاملات المالية المعتمدة على بصمة الوجه إلى 1.4 مليار مستخدم بحلول نهاية 2025.

إن الارتفاع الكبير في تبني المقاييس الحيوية، مدفوعاً بكونها أكثر سهولة وأقل عُرضة للنسيان من كلمة المرور المعقدة، قد أوجد وهماً بالحصانة. فبينما يرى 81% من المستهلكين أن المقاييس الحيوية توفر طريقة تحقق أكثر أماناً، لا تزال الغالبية العظمى من حساباتهم، التي تعمل كـ "خطة بديلة" في حال فشل القياسات الحيوية، مؤمّنة بكلمات مرور يمكن اختراقها في ثوانٍ.

يسلط هذا المقال الضوء على الأرقام الصادمة لاعتماد المستخدمين على حلول الأمان المريحة، مقابل الاستمرار في استخدام كلمات المرور الأضعف في التاريخ، ليجيب عن التساؤل: هل تسببت التكنولوجيا الجديدة في خلق جيل لا يجيد حماية نفسه؟

أولاً: صعود المقاييس الحيوية والتحقق بلا احتكاك

يعيش العالم حالياً تحولاً جذرياً في طرق التحقق من الهوية، مدفوعاً برغبة لا تُقاوَم في السرعة والراحة. وقد قفز معدل اعتماد المصادقة البيومترية ليصبح توجهاً عالمياً مهيمناً:

سيطرة الوجه والبصمة:

من المتوقع أن يستخدم 66% من مالكي الهواتف الذكية حول العالم المصادقة البيومترية، سواء بالبصمة أو الوجه، لتأمين أجهزتهم. وفي مجال الدفع، من المتوقع أن تشكل المدفوعات البيومترية غير التلامسية (Contactless) ما يصل إلى 68% من المعاملات بحلول نهاية عام 2025، مما يعكس هيمنة هذا الأسلوب على التجارة والخدمات.

تفضيل المستهلك:

يفضل 72% من المستهلكين عالمياً استخدام المقاييس الحيوية للوجه بدلاً من كلمات المرور في العمليات الآمنة عبر الإنترنت. السبب الرئيسي لهذا التفضيل هو نسيان كلمة المرور؛ إذ تشير الدراسات إلى أن أكثر من 75% من المستخدمين مروا بتجربة فشل في المصادقة بسبب نسيان كلمات المرور أو أسماء المستخدمين.

دور القطاع المالي:

يقود القطاع المصرفي والخدمات المالية عملية التبني، حيث تخطط 70% من المؤسسات المالية في الولايات المتحدة لدمج القياسات الحيوية في أنظمة الدفع الخاصة بها، وتتراوح معدلات التبني في القطاع بين 60% و 75% لحماية المعاملات ومنع الاحتيال.

ثانياً: كلمات المرور الـ "أوهن من بيت العنكبوت"

في الوقت الذي تحتفل فيه التقنية بالتقدم البيومتري، تكشف الأرقام عن تخاذل كارثي في الضلع الثاني للأمن (كلمات المرور الاحتياطية):

  • مليارات الحسابات المعرضة للخطر: تشير تقارير تحليل بيانات الاختراق لعام 2025 إلى أن أكثر من 9.4 مليار من بيانات الاعتماد المُسربة تم تحليلها خلال الـ 18 شهراً الماضية. والأكثر فداحة أن 94% من كلمات المرور يتم إعادة استخدامها عبر حسابات متعددة.
  • "123456" يتصدر القائمة: لا تزال كلمة المرور "123456" تتصدر قوائم الأكثر شيوعاً في عام 2025، مع استخدام ملايين الحسابات لهذه السلسلة. وتظهر كلمات مثل "password" و "qwerty" و "admin" باستمرار ضمن الخمسة الأوائل، وهي كلمات يمكن كسرها باستخدام هجمات القوة الغاشمة في أقل من ثانية واحدة.
  • انخفاض الالتزام بالمعايير: يكشف تقرير لعام 2025 أن 75% من المستخدمين عالمياً لا يلتزمون بالممارسات المقبولة لإنشاء كلمات مرور آمنة. والنتيجة هي أن 81% من الاختراقات المتعلقة بالقرصنة في بيئات الشركات تنبع من كلمات مرور ضعيفة أو مُعاد استخدامها، بينما 3% فقط من كلمات المرور تُلبي متطلبات التعقيد الموصى بها.

ثالثاً: تناقض الأمان والراحة

البيانات الإحصائية تخلق وضعاً متناقضاً: فالمستخدمون يثقون في الأمان البيومتري، بينما يتخذون ممارسات أمنية في كلمات المرور تجعلهم عرضة للخطر:

1- الثقة المضللة: على الرغم من أن 75% من المستخدمين يختارون القياسات الحيوية على الأقل نصف الوقت عند وجود خيار، إلا أن هذا التفضيل يعود بنسبة كبيرة إلى الراحة وسهولة الاستخدام وليس بالضرورة للرؤية الأمنية العميقة.

2- الخطر الكامن: يتم استخدام كلمات المرور الضعيفة كـ "بوابة خلفية" رئيسية للمخترقين. فعندما لا يتمكن المخترق من تجاوز المصادقة البيومترية المباشرة (على الجهاز)، فإنه يستهدف الحسابات الأخرى أو "الخطة البديلة" التي يسهل تخمين كلمة مرورها، مما يؤدي إلى اختراق شامل للهوية الرقمية.

3- استراتيجية التخلف عن الركب: في حين أن ثلثي المؤسسات الكبرى تطلب استخدام القياسات الحيوية، فإن 67% من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات يقرون بأن إضافة إجراءات أمنية إضافية تعني تجربة أكثر صعوبة للمستخدم. هذا الصراع بين الأمان الشامل وتجربة المستخدم هو ما يدفع المستخدمين إلى اختيار الحلول الأسهل والأقل أماناً في النهاية.

نداء اليقظة الرقمية

يشير المشهد الأمني لعام 2025 إلى حقيقة لا يمكن تجاهلها: تزايد الاعتماد على القياسات الحيوية ليس دليلاً على ارتفاع مستوى الوعي الأمني بقدر ما هو هروب من عبء الذاكرة وتعقيد كلمات المرور. لا يمكننا تجاهل الارتفاع الصارخ في عدد كلمات المرور المعاد استخدامها أو المكررة، في الوقت الذي تشهد فيه الاختراقات الرقمية نمواً ضخماً. إن الثغرة لا تكمن في التقنيات الجديدة، بل في الاستخدام غير المتوازن لها. يجب أن تكون القياسات الحيوية إضافة لزيادة الأمان (Multi-Factor Authentication)، وليس بديلاً يؤدي إلى إهمال القاعدة الأمنية الأهم: كلمة مرور صعبة ومعقدة.

توازن لا بد منه

إن التحول المستمر نحو التكنولوجيا الحيوية يتطلب معه حملة توعية مكثفة لربط الراحة بالأمان، لضمان ألا يكون تبني الأساليب الحديثة سبباً في إضعاف الأصول الأمنية القديمة. إن الحفاظ على هويتنا الرقمية يتطلب يقظة دائمة وتوازناً مدروساً بين أسهل الطرق وأكثرها أماناً.

جدول ملخص لبيانات الاعتماد والأمن الرقمي (2025)

المؤشر الإحصائيالقيمة أو النسبة التقديريةالدلالة الأمنية والسلوكية
تفضيل البيومتري على كلمة المرور (عالمياً)72%تفضيل الوجه والبصمة بدلاً من كلمات المرور لسهولتها.
كلمات المرور التي لا تُلبي معايير التعقيد75%تخاذل عالمي في الالتزام بأفضل ممارسات الأمن.
أكثر كلمة مرور شائعة لعام 2025"123456"يمكن اختراقها في أقل من ثانية، وما تزال الأكثر استخداماً.
نسبة إعادة استخدام كلمات المرور94%يعرض غالبية الحسابات للاختراق بمجرد تسريب كلمة مرور واحدة.
المدفوعات البيومترية غير التلامسية المتوقعة68%هيمنة القياسات الحيوية على قطاع الخدمات المالية.

المصادر

  1. OLOID: (Consumer Biometrics Preference, Market Size)
  2. Paul Reynolds / CyberNews: (Top Weak Passwords 2025 and Breach Data)
  3. CoinLaw: (Biometric Payment Authentication Statistics 2025)
  4. DemandSage: (Password Statistics, Reuse Rates, and Best Practices)
  5. ZDNET: (User forgetfulness drives preference for biometrics)
  6. Heimdal Security: (Password Breach Statistics 2025, Low Complexity Adherence)