قيمة الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الثاني من 2024

قيمة الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الثاني من 2024

بلغ إجمالي العائدات المحققة من هذه الاكتتابات2.64مليار دولار أمريكي، ما يمثل زيادة بنسبة45.3%مقارنةً مع نفس الفترة من العام السابق

حافظ سوق الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قوته ومرونته خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث سجلت المنطقة أداءً لافتاً مع إدراج14شركة جديدة في البورصات الإقليمية.وبلغ إجمالي العائدات المحققة من هذه الاكتتابات2.64مليار دولار أمريكي، ما يمثل زيادة بنسبة45.3%مقارنةً مع نفس الفترة من العام السابق.هذا الأداء المتنامي يعكس استمرار جذب الشركات الإقليمية للاستثمار، بالرغم من التحديات الاقتصادية العالمية التي أثرت على أسواق أخرى.

أفاد تقرير صادر عن شركة"إرنست ويونغ"، حول نشاط الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن الربع الثاني من عام2024شهد العديد من الاكتتابات البارزة التي ساهمت في هذه الزيادة الملحوظة في العائدات.ومن أبرز هذه الاكتتابات إدراج شركة مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه في السوق الرئيسي السعودي"تداول"، وهو الاكتتاب الذي حقق أعلى عائدات في هذا الربع، بقيمة764مليون دولار أمريكي.يعتبر هذا الإدراج خطوة مهمة في مسيرة الشركة نحو النمو والتوسع، ويعكس حجم الطلب الكبير على الاستثمار في القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية.

يأتي بعده اكتتاب شركة"ألف للتعليم"، الذي تم إدراجه في سوق أبوظبي للأوراق المالية.ساهم هذا الاكتتاب بما نسبته19.5%من إجمالي عائدات الاكتتابات العامة في الربع الثاني من العام، حيث جمع515مليون دولار أمريكي.يشير هذا الأداء إلى الاهتمام المتزايد بقطاع التعليم في المنطقة، ويعكس أيضاً جهود دولة الإمارات في تعزيز قطاع التعليم وتطويره من خلال الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا التعليمية.

وأشار التقرير أيضاً إلى إدراج شركة"سبينس1961هولدينج"في سوق دبي المالي، الذي حقق عائدات قدرها375مليون دولار أمريكي.يشير هذا الإدراج إلى مرونة وتنوع سوق الاكتتابات في دبي، حيث يمثل قطاع التجزئة أحد القطاعات الرئيسية الجاذبة للاستثمار في المنطقة.وأوضح التقرير أن نسبة إجمالي عائدات اكتتاب"ألف للتعليم"و"سبينس"بلغت33.8%من إجمالي عائدات الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الربع الثاني من عام2024، مما يعكس أهمية هذين الاكتتابين في تعزيز عائدات السوق خلال هذه الفترة.

كما أن المملكة العربية السعودية استمرت في جذب المستثمرين إلى سوقها، حيث جمعت الاكتتابات العامة في المملكة حوالي1.6مليار دولار أمريكي.وكان أبرز الاكتتابات في المملكة خلال هذا الربع هو اكتتاب شركة مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه، والذي كان الأكبر من حيث العائدات.يليه اكتتاب شركة السعودية لحلول القوى العاملة"سماسكو"، الذي جمع عائدات قدرها240مليون دولار أمريكي.كما سجلت شركة"رسن"لتقنية المعلومات عائدات بلغت224مليون دولار أمريكي، مما يبرز أهمية قطاع التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية ودوره المتنامي في جذب الاستثمارات.

وفي الكويت، شهدت بورصة الكويت أول عملية إدراج منذ الربع الأخير من عام2019، حيث جمع إدراج مجموعة البيوت الاستثمارية القابضة147مليون دولار أمريكي.يمثل هذا الإدراج بداية جديدة لسوق الاكتتابات في الكويت بعد فترة من الركود، ويعكس اهتمام الشركات الكويتية بالتوسع في أسواق رأس المال.

أما على الصعيد العالمي، فقد تراجع نشاط الاكتتابات العامة الأولية بشكل ملحوظ خلال الربع الثاني من عام2024مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.فقد انخفض عدد الاكتتابات العامة بنسبة15%، من317اكتتاباً في الربع الثاني من عام2023إلى271اكتتاباً في الربع الثاني من عام2024.كما انخفضت العائدات الإجمالية للاكتتابات بنسبة31%، من40.4مليار دولار أمريكي في الربع الثاني من عام2023إلى27.8مليار دولار أمريكي في الربع الثاني من العام الجاري.هذا التراجع يعكس التحديات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التضخم وتقلبات أسعار الفائدة، التي أثرت على شهية المستثمرين للمخاطر في الأسواق العالمية.

رغم ذلك، فإن التوقعات المستقبلية لسوق الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبدو إيجابية، حيث من المتوقع أن تشهد الفترة المتبقية من عام2024نشاطاً قوياً في هذا السوق.وبحسب تقرير"إرنست ويونغ"، تعتزم16شركة خاصة وسبعة صناديق من مختلف القطاعات إدراج أسهمها في بورصات المنطقة خلال الأشهر المقبلة.هذا النشاط المتوقع يعكس الثقة المتزايدة في الأسواق الإقليمية ويشير إلى استمرار تدفق الاستثمارات في مختلف القطاعات الحيوية في المنطقة.

في المجمل، يبرز سوق الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأحد الأسواق النشطة والجاذبة للاستثمارات، في ظل الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي تشهدها العديد من دول المنطقة، ما يساهم في تعزيز مكانة هذه الأسواق على الصعيد العالمي.