نسبة استخدام العملات الرقمية وأين ترتفع (2025)

شهد عام 2025 استمراراً في نمو استخدام العملات الرقمية على مستوى العالم، مدفوعاً بعاملين رئيسيين: تزايد الوضوح التنظيمي (بعد موجة الموافقات على صناديق الاستثمار المتداولة في بعض الأسواق الكبرى)، والحاجة المتصاعدة لآليات مالية بديلة في الاقتصادات التي تعاني من التضخم أو نقص في الشمول المالي.

إن نسبة الاستخدام العالمي، التي تُقاس بعدد الأشخاص الذين يمتلكون أو يستخدمون العملات الرقمية، لا تزال منخفضة مقارنة بالخدمات المصرفية التقليدية، ولكنها تتزايد بوتيرة سريعة. وتشير التقديرات إلى أن نسبة المواطنين الذين يمتلكون العملات الرقمية على مستوى العالم تتراوح بين 6% إلى 8% من إجمالي السكان البالغين في عام 2025.

لكن الأهم من النسبة الإجمالية هو أين يتركز هذا التبني ولماذا؟ التبني يظهر بوجوه مختلفة: الوجه الأول هو "تبني القيمة" (Value Adoption) في الأسواق المتقدمة حيث تُستخدم العملات الرقمية كأصول استثمارية وتداولية. والوجه الثاني هو "تبني المنفعة" (Utility Adoption) في الأسواق الناشئة حيث تُستخدم كأداة عملية لإرسال التحويلات المالية (Remittances) والتحوط ضد العملات المحلية المتدهورة.

هذا التباين في الدوافع يضع دولاً نامية في صدارة مؤشرات التبني العالمي، رغم أن معظم رأس المال الاستثماري لا يزال يتركز في الأسواق الغربية. وتبرز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) كواحدة من أسرع المناطق نمواً في حجم المعاملات.

• اقرأ ايضا: المواقع التي يعتمد عليها السعوديون في الشراء 2025 مقارنة بـ 2024

الأرقام والتركز الجغرافي لنمو العملات الرقمية (2025)

ريادة الأسواق الناشئة (تبني المنفعة)

تتصدر دول الأسواق الناشئة القائمة العالمية من حيث نسبة المواطنين الذين يمتلكون العملات الرقمية.

السبب: تزايد التضخم وعدم استقرار العملات المحلية، مما يدفع الأفراد لاستخدام العملات الرقمية كوسيلة للحفاظ على القيمة (Store of Value) أو كوسيلة فعالة ومنخفضة التكلفة لتحويل الأموال عبر الحدود (Remittances).

أمثلة على أعلى نسبة تبني (حصة من السكان): نيجيريا، فيتنام، أوكرانيا، الفلبين. هذه الدول تُظهر أعلى معدلات اختراق للسوق بين سكانها.

حجم القيمة في الأسواق المتقدمة (تبني القيمة)
على الرغم من انخفاض نسبة التبني بين السكان مقارنة بالدول النامية، فإن الأسواق المتقدمة تستحوذ على الجزء الأكبر من القيمة السوقية.

السبب: وجود استثمارات مؤسسية ضخمة، وهيمنة شركات التداول والبورصات الكبرى. يُعد هذا النوع من التبني استثمارياً بالدرجة الأولى.

أمثلة على أعلى حجم تداول: الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية، دول أوروبا الغربية.

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)
تُعد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أسرع المناطق نمواً في حجم المعاملات.

تشير التقارير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) كانت من بين أسرع مناطق العالم نمواً في قيمة المعاملات خلال العامين الماضيين، مدفوعةً بالجهود التنظيمية في دول مثل الإمارات (دبي) والبحرين لتصبح مراكز عالمية للتمويل الرقمي والعملات المشفرة.

الإنفوجرافيك: مقارنة معدلات تبني العملات الرقمية حسب الغرض (2025)

تبني العملات الرقمية: المنفعة هي قوة الدفع

تحليل نسبة استخدام العملات الرقمية تُرسخ قناعة بأن قوة الدفع الحقيقية للتبني تأتي من الأسواق الناشئة التي تجد في العملات الرقمية حلاً عملياً لمشكلات التضخم والوصول للخدمات المالية.

بينما تضخ الأسواق المتقدمة رأس المال، فإن الابتكار في الاستخدام اليومي يحدث في المناطق التي تكون فيها الحاجة للمال اللامركزي أكثر إلحاحاً، مما يضمن استمرار نمو هذا القطاع عالمياً.

🌐 المصادر

1. [1] Chainalysis - The Global Crypto Adoption Index (Identifying leading nations by grassroots usage):
   • https://www.chainalysis.com/crypto-adoption-index/
2. [2] World Bank / IMF - Reports on Remittances and Financial Inclusion in Developing Countries:
   • https://www.worldbank.org/
3. [3] IMF - Regulation of Crypto Assets and Global Financial Stability Reports:
   • https://www.imf.org/en/Publications/SPROLLs/crypto-assets
4. [4] MENA Fintech Reports - Analysis of Crypto Regulation and Transaction Value Growth in UAE/KSA:
   • يتم الرجوع إليه لبيانات نمو حجم المعاملات في المنطقة.