معدل نمو البناء المستدام في السعودية خلال النصف الأول من 2024

معدل نمو البناء المستدام في السعودية خلال النصف الأول من 2024

حقق برنامج البناء المستدام نموًا ملحوظًا بنسبة254%في مساحات المشاريع التي استفادت من"تقييم الاستدامة"خلال النصف الأول من عام2024مقارنة بنفس الفترة من عام2023.

حقق برنامج البناء المستدام نموًا ملحوظًا بنسبة254%في مساحات المشاريع التي استفادت من"تقييم الاستدامة"خلال النصف الأول من عام2024مقارنة بنفس الفترة من عام2023.وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن البرنامج، تجاوزت المساحات المستفيدة من"تقييم الاستدامة" 11مليون متر مربع.هذه المساحات تشمل أربعة مشاريع كبرى، حصل اثنان منها على شهادة تقييم الاستدامة، في حين حصل المشروعان الآخران على وثيقة مطابقة التصاميم، تمهيدًا للحصول على شهادة تقييم الاستدامة بعد اكتمال الإنشاء.

يعد"نظام تقييم الاستدامة"أول نظام تقييم سعودي من نوعه، حيث تم تطويره وفقًا لأفضل الممارسات العالمية المتوافقة مع كود البناء السعودي.يتيح هذا النظام لمالكي العقارات والمطورين العقاريين قياس مدى استدامة المباني والمجتمعات الجديدة والقائمة.ويستند النظام إلى معايير بيئية تهدف إلى رفع كفاءة استخدام الطاقة والمياه، وتحسين جودة الحياة من خلال توفير الحدائق والمرافق الأساسية، إضافة إلى إنشاء مسارات آمنة للدراجات الهوائية والمشاة.

يهدف نظام تقييم الاستدامة إلى تحسين جودة البيئة العمرانية في المملكة العربية السعودية من خلال تقييم المشاريع في جميع مراحل التطوير.يتم تقييم المباني السكنية والتجارية والمجتمعات بناءً على عدد النقاط التي تستوفيها من معايير الاستدامة المحددة.يتضمن التقييم مرحلتي التصميم والإنشاء، وكذلك التشغيل والصيانة.تُصنف المشاريع إلى خمس مستويات تبدأ من المستوى الأخضر وتصل إلى المستوى الماسي.

يعمل نظام تقييم الاستدامة على تحقيق عدة أهداف رئيسية.أولاً، يهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة والمياه في المباني من خلال تطبيق تقنيات حديثة وفعالة.على سبيل المثال، يمكن استخدام أنظمة التبريد والتدفئة الموفرة للطاقة، والأجهزة الكهربائية ذات الكفاءة العالية، وأنظمة الري الذكية التي تقلل من استهلاك المياه.كما يتم تشجيع استخدام المواد الصديقة للبيئة في البناء، والتي تتميز بخصائص مثل العزل الحراري الجيد والقدرة على التحمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى صيانة مكلفة.

ثانيًا، يسعى النظام إلى تحسين جودة الحياة في المجتمعات السكنية من خلال توفير مساحات خضراء وحدائق عامة، مما يسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل درجات الحرارة في المناطق الحضرية.كما يتم إنشاء مرافق أساسية مثل الملاعب والمراكز الرياضية، والمراكز الثقافية والتعليمية، مما يعزز من رفاهية السكان.

ثالثًا، يعزز النظام من مفهوم الاستدامة في التنقل من خلال توفير مسارات آمنة للدراجات الهوائية والمشاة.هذا يسهم في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، مما يقلل من الانبعاثات الضارة ويعزز من الصحة العامة للسكان من خلال تشجيعهم على ممارسة النشاط البدني.

إضافة إلى ذلك، يعمل نظام تقييم الاستدامة على دعم الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الاستثمار في التقنيات المستدامة والابتكارات البيئية.هذا يشمل تطوير حلول جديدة للبناء المستدام وتوفير فرص عمل في مجالات مثل الطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية.

وفي هذا السياق، أشار البرنامج إلى أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لتحقيق أهداف الاستدامة.يُعتبر هذا التعاون أساسيًا لتطوير معايير تقييم فعالة وتطبيقها بشكل واسع في جميع أنحاء المملكة.كما يشجع النظام على مشاركة المجتمع المحلي في جهود الاستدامة، من خلال حملات التوعية والتثقيف التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

تعتبر إنجازات برنامج البناء المستدام جزءًا من رؤية المملكة2030، التي تسعى إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.يعكس هذا النجاح التزام المملكة بتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، وتعزيز جودة الحياة، ودعم الابتكار والتكنولوجيا في قطاع البناء.ومع استمرار الجهود في هذا الاتجاه، من المتوقع أن تشهد المملكة المزيد من التطورات الإيجابية في مجال البناء المستدام، مما يسهم في خلق بيئة أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة.