الدول الرائدة في الدفع الإلكتروني 2025

الدول الرائدة في الدفع الإلكتروني 2025

تختلف الدول الرائدة في هذا المجال؛ فبعضها يتجه نحو المجتمع اللا نقدي الكامل عبر الائتمان والخصم المباشر، بينما يُهيمن البعض الآخر على المشهد عبر استخدام تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول

يُشهد العالم ثورة حقيقية في طرق الدفع، حيث يتجه المستهلكون والحكومات على حد سواء نحو التخلي التدريجي عن النقد (الكاش) واعتماد أنظمة الدفع الإلكتروني والمحافظ الرقمية. هذا التحول لم يعد مجرد رفاهية، بل أصبح مؤشراً أساسياً على كفاءة الاقتصاد، وقدرته على تحقيق الشمول المالي، وتوفير الأمان في التعاملات.

تختلف الدول الرائدة في هذا المجال؛ فبعضها يتجه نحو المجتمع اللا نقدي الكامل عبر الائتمان والخصم المباشر، بينما يُهيمن البعض الآخر على المشهد عبر استخدام تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول على نطاق واسع في الحياة اليومية. ويُقاس هذا التفوق بنسبة المعاملات غير النقدية من إجمالي التعاملات.

يُقدم هذا المقال تحليلاً للدول التي تتصدر المشهد في مجال الدفع الإلكتروني، بناءً على أحدث الإحصائيات العالمية (التي تُمثل الاتجاه السائد لعام 2025)، مع استعراض النماذج الفريدة التي تقف وراء هذا الريادة.

نموذج الشمال الأوروبي: الاقتراب من المجتمع اللا نقدي

تُعد دول الشمال الأوروبي مثالاً واضحاً للتحول المُمنهج نحو التخلي الكامل عن النقد، مدعومة بالبنية التحتية المتقدمة والثقة العالية في النظام المالي.

السويد والنرويج:

تُعتبر السويد والنرويج من أكثر الدول اقتراباً من أن تكون مجتمعاً لا نقدياً، حيث تُشير الإحصائيات إلى أن نسبة المعاملات غير النقدية فيهما تتجاوز 85% من إجمالي التعاملات. ويعود هذا إلى تفضيل المستهلكين للدفع بالبطاقات أو تطبيقات الدفع الفوري (مثل Swish في السويد)، والسياسات الحكومية التي تُشجع على التخلص من العملات المعدنية والورقية.

2.قوة آسيا المحمولة: الصين وكوريا الجنوبية

تتميز دول شرق آسيا بحجم هائل من المعاملات يتم عبر المحافظ الإلكترونية على الهواتف الذكية، مما يُشكل ثورة دفع خاصة بها.

الصين:

تُهيمن الصين على المشهد العالمي من حيث حجم وقيمة معاملات الدفع عبر الهاتف المحمول، حيث يتم إنجاز معظم المعاملات اليومية (من شراء كوب قهوة إلى دفع أجرة التاكسي) عبر تطبيقات WeChat Pay وAlipay.

كوريا الجنوبية:

تُسجل كوريا الجنوبية أيضاً معدلات عالية جداً في استخدام الدفع الرقمي عبر البطاقات والمحافظ، وقد كان التحول فيها سريعاً بفضل الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية لشبكات الإنترنت والاتصالات.

3.عوامل النجاح: من الأمن إلى الشمول المالي

تتشارك هذه الدول الرائدة في عدة عوامل أساسية ساهمت في تسريع وتيرة التحول الرقمي في التعاملات المالية.

الدعم الحكومي والتنظيمي:

قامت الحكومات في هذه الدول بتبني تشريعات تُسهل الدفع الإلكتروني وتزيد من أمانه، مما عزز الثقة لدى المستهلكين.

الشمول المالي والتكلفة:

سهولة استخدام المحافظ الرقمية وتكلفتها المنخفضة جعلتها وسيلة فعالة لتحقيق الشمول المالي وإدماج الفئات التي لم تكن تتعامل مع البنوك التقليدية.

جدول يوضح الدول الرائدة في الدفع الإلكتروني (2025)

الترتيبالدولةالمقياس الرئيسي للريادة (تقريبي)الملاحظة الرئيسية
1السويدنسبة المعاملات غير النقدية (85%+)الأقرب إلى مجتمع لا نقدي بالكامل
2الصينحجم وقيمة المعاملات عبر المحمولهيمنة تطبيقات الدفع الفوري (Mobile Wallets)
3النرويجنسبة المعاملات غير النقدية (80%+)ارتفاع استخدام البطاقات وأدوات الدفع اللاتلامسي
4كوريا الجنوبيةكثافة استخدام المحافظ الرقمية والبطاقاتبنية تحتية رقمية متقدمة جداً

المستقبل يمر عبر المحمول

ريادة الدفع الإلكتروني هي ثمرة للتوازن بين البنية التحتية التكنولوجية القوية والثقة العالية في الأنظمة المالية. وتُظهر البيانات أن التحول إلى الدفع الإلكتروني ليس مجرد خيار، بل هو مسار حتمي لتعزيز كفاءة الاقتصاد ومحاربة الاقتصاد الموازي.

المستقبل المالي هو مستقبل يعتمد على الهاتف المحمول كمنصة أساسية للتعاملات، بدلاً من الفروع المصرفية التقليدية أو النقود الورقية.

في الختام تُشكل هذه القائمة إشارة واضحة إلى أن التحدي القادم لن يكون في تكنولوجيا الدفع نفسها، بل في أمنها السيبراني وضمان إدماج جميع الفئات السكانية في هذا النظام المالي الرقمي المتسارع.

المصادر: