الدعم المقدم من صندوق التنمية السياحي من 2021 إلى 2023

الدعم المقدم من صندوق التنمية السياحي من 2021 إلى 2023

يعد قطاع السياحة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد في العديد من الدول، فهو يساهم في خلق فرص عمل، وزيادة الإيرادات، وتحفيز النمو الاقتصادي. وفي إطار دعم وتطوير هذا القطاع الحيوي، قام صندوق التنمية السياحي بتخصيص دعم مالي كبير خلال الفترة من 2021 إلى 2023، والذي بلغ إجماليه 11 مليار ريال. تهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز البنية التحتية السياحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح، مما يساهم في زيادة الجاذبية السياحية وتعزيز مكانة البلاد على خريطة السياحة العالمية.

توزيع الدعم على الأنشطة السياحية في 2023

وفقاً للبيانات المتاحة، تم توزيع الدعم المالي بشكل متنوع على عدة أنشطة ومجالات سياحية مختلفة. فقد حصل قطاع الإيواء على نسبة كبيرة من الدعم، بلغت 56.7%، مما يعكس الاهتمام الكبير بتطوير وتحسين المرافق الفندقية وخدمات الإقامة. يعد هذا القطاع أساسياً لتلبية احتياجات الزوار وتقديم تجربة سياحية متكاملة، حيث يعتبر تحسين البنية التحتية للإقامة ضرورياً لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد السياح.

الأنشطة الأخرى المدعومة

إلى جانب قطاع الإيواء، تم توجيه الدعم إلى عدة مجالات أخرى مهمة:

  1. التجارب السياحية: حصل هذا القطاع على 26.2% من إجمالي الدعم. تشمل هذه الفئة تطوير البرامج والأنشطة السياحية التي تقدم تجارب فريدة وجذابة للسياح. يتم التركيز على تعزيز الجوانب الثقافية والتراثية والطبيعية، بما يساهم في توفير تجربة غنية ومتنوعة.
  2. الترفيه: تم تخصيص 9.9% من الدعم لهذا القطاع، والذي يشمل تطوير مناطق الجذب السياحي والفعاليات الترفيهية. يعكس هذا الاهتمام بتقديم خيارات متنوعة من الأنشطة الترفيهية التي تلبي مختلف الأذواق والاهتمامات.
  3. التجزئة: حصلت على نسبة 7.0% من الدعم، وهو ما يعكس دور قطاع التجزئة في تحسين تجربة السياح من خلال توفير خدمات التسوق ومنتجات تذكارية تعزز من قيمة الرحلة السياحية.
  4. التنزه ومجالات أخرى: تم تخصيص جزء أقل من الدعم لمجالات مثل التنزه والمشروعات الصغيرة المتعلقة بالسياحة، وهو ما يساهم في تعزيز السياحة المحلية وتوفير فرص عمل ودعم المجتمعات المحلية.

تطور الدعم خلال السنوات الثلاث

شهد الدعم المالي المقدم من صندوق التنمية السياحي تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الماضية. ففي عام 2021، تم تخصيص 0.800 مليار ريال، ومع زيادة الوعي بأهمية السياحة كأحد القطاعات الاقتصادية الحيوية، ارتفع الدعم في عام 2022 إلى 5.3 مليار ريال. وفي عام 2023، بلغت الاستثمارات ذروتها مع تخصيص 4.8 مليار ريال، مما يعكس التزام الحكومة بدعم هذا القطاع وتعزيز دوره في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

الأثر المتوقع للدعم

من المتوقع أن يساهم هذا الدعم في تحقيق عدة فوائد استراتيجية، منها تحسين جودة البنية التحتية السياحية وزيادة الطاقة الاستيعابية للقطاع. كما يُتوقع أن يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الخاصة، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين الدخل القومي من السياحة. علاوة على ذلك، من المنتظر أن يساهم في تحسين الصورة العامة للبلاد كوجهة سياحية رائدة، مما يعزز من قدرتها على المنافسة في السوق السياحية العالمية.

الخاتمة

إن الدعم المقدم من صندوق التنمية السياحي يعكس رؤية استراتيجية لتعزيز قطاع السياحة وتنويع الاقتصاد. إن الاستثمار في البنية التحتية السياحية والخدمات يعد خطوة حيوية لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يتماشى مع الأهداف الوطنية الطموحة لتعزيز مكانة البلاد كوجهة سياحية عالمية متميزة.