
أكثر شعوب العالم استخداماً لأدوات الذكاء الاصطناعي 2025
سيتحول التركيز من الاستخدام العام إلى الذكاء الاصطناعي التخصصي، مما سيعزز إنتاجية هذه الشعوب ويُسرع من وتيرة التحول الرقمي عالمياً.
يُمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، بأدواته مثل ChatGPT و Gemini، نقطة تحول كبرى في التفاعل البشري مع التكنولوجيا. لم يعد الأمر مقتصراً على الشركات الكبرى، بل تحول إلى أداة يومية يُستخدمها الملايين لزيادة الإنتاجية، والتعلم، وحتى المساعدة في المهام الإبداعية. إن معدلات تبني هذه الأدوات في أي دولة تُعطي دلالة واضحة على مدى استعدادها للمستقبل الرقمي.
السباق على تبني أدوات الذكاء الاصطناعي لا تقوده بالضرورة الدول الغربية المتقدمة، بل تتصدره بقوة الأسواق الناشئة ذات الكثافة السكانية العالية والتركيبة الشبابية المفتوحة على التقنيات الجديدة. ويُعزى هذا التبني السريع إلى حاجة هذه الشعوب إلى سد الفجوات في المهارات اللغوية والمهنية.
يُقدم هذا المقال تحليلاً لأكثر شعوب العالم استخداماً لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بناءً على أحدث تقارير المسح العالمية (التي تُمثل الاتجاه السائد لعام 2025)، مع استعراض الأرقام التي تُبرهن على هيمنة هذه الدول.
- اقرأ ايضا: أقدم البنوك في العالم
الأسواق الناشئة في الصدارة: الهند وإندونيسيا
تتصدر الهند وإندونيسيا التصنيف العالمي من حيث معدل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، متجاوزة العديد من الاقتصادات الكبرى.
الهند:
تُعتبر الهند رائدة عالمياً في تبني أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تُشير بعض التقارير إلى أن أكثر من 70% من مستخدمي الإنترنت البالغين في البلاد استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي مرة واحدة على الأقل. ويرجع ذلك إلى وجود قاعدة ضخمة من المطورين والمهنيين الشباب الذين يسعون إلى استخدام هذه الأدوات لتعزيز إنتاجيتهم والتغلب على الحواجز اللغوية.
إندونيسيا:
تُظهر إندونيسيا أيضاً معدلات تبني عالية جداً، حيث يُعزى ذلك إلى وجود شريحة واسعة من السكان الأصغر سناً وارتفاع معدلات استخدام الهواتف الذكية.
العملاق الآسيوي وأمريكا اللاتينية
تُسجل مناطق أخرى معدلات عالية، مما يدل على أن ثورة الذكاء الاصطناعي هي ظاهرة عالمية وليست مقتصرة على منطقة واحدة.
الصين وكوريا الجنوبية:
تُعد الصين وكوريا الجنوبية من الدول التي تُسجل معدلات استخدام مرتفعة، نظراً للاستثمار الهائل في البنية التحتية التكنولوجية. ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في التعليم المخصص والمحتوى الترفيهي.
البرازيل والمكسيك:
تبرز دول من أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك كلاعبين رئيسيين في تبني أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدمها نسبة كبيرة من الشباب لأغراض أكاديمية ومهنية.
دوافع الاستخدام: سد الفجوة الرقمية
تختلف دوافع الاستخدام المرتفع في هذه الدول عن غيرها، وغالباً ما تتلخص في الحاجة إلى التكافؤ والإنتاجية.
- مُحسن الإنتاجية: تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي كـ "مُساعد افتراضي" يزيد من كفاءة العمل، خاصة في المهام التي تتطلب مجهوداً لغوياً أو إبداعياً.
- التعلم والمهارات: في الدول التي تُعاني من تحديات في جودة التعليم التقليدي، يتم اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي كـ أداة تعليمية شخصية تُساعد في اكتساب مهارات جديدة بتكلفة ووقت أقل.
جدول يوضح أعلى الدول في معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي (2025)
الترتيب | الدولة | نسبة السكان الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي (تقريبي) | الملاحظة الرئيسية |
1 | الهند | > 70% | أعلى نسبة تبني في الأسواق الناشئة |
2 | إندونيسيا | ~ 68% | قاعدة شبابية واسعة واستخدام عالي للهواتف الذكية |
3 | البرازيل | ~ 65% | تبني سريع في أمريكا اللاتينية لأغراض مهنية |
4 | الصين | ~ 60% | استخدام مكثف في التعليم والترفيه الرقمي |
ملاحظة: الأرقام هي تقديرات لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بناءً على مسوح عالمية أجرتها شركات رائدة مثل Statista و Ipsos في أواخر عام 2024.
بناء العقل الرقمي
تُبين هذه الأرقام أن ثورة الذكاء الاصطناعي تُشكل قوة دفع هائلة للأسواق الناشئة، حيث يتم استخدام التكنولوجيا كأداة قوية لتحقيق التكافؤ الاقتصادي وتسريع عملية التنمية. وتُظهر البيانات أن أكثر المجتمعات نجاحاً في تبني الذكاء الاصطناعي هي تلك التي لديها ثقافة الانفتاح على التجريب والتعلم السريع.
مما سبق يتضح أن قيمة الذكاء الاصطناعي ليست في امتلاك التكنولوجيا، بل في القدرة على دمجها في الحياة اليومية والمهنية.
اخيرا: تُشكل هذه القائمة إشارة واضحة إلى المستقبل، حيث سيتحول التركيز من الاستخدام العام إلى الذكاء الاصطناعي التخصصي، مما سيعزز إنتاجية هذه الشعوب ويُسرع من وتيرة التحول الرقمي عالمياً.