اكثر الشعوب استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي

أكثر الشعوب استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي: عالم متصل بضغطة زر

يُعكس حجم الاستخدام الكثيف لهذه المنصات ليس فقط التقدم التكنولوجي، بل أيضاً التغيرات الثقافية، الاقتصادية، وحتى السياسية.

مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد منصات للتواصل، بل أصبحت فضاءات للتعبير، مصدر للأخبار، أدوات للتسويق، ومساحات لبناء المجتمعات الافتراضية.

مع حلول عام 2025، تتجلى هذه الظاهرة بوضوح أكبر، حيث تتسابق الشعوب لتبني هذه التقنيات وتدمجها في كل جانب من جوانب حياتها. يُعكس حجم الاستخدام الكثيف لهذه المنصات ليس فقط التقدم التكنولوجي، بل أيضاً التغيرات الثقافية، الاقتصادية، وحتى السياسية.

فمن هم الرواد في هذا العالم المتصل، وما هي الدوافع وراء هذا الاستخدام الكثيف الذي يُشكل ملامح مجتمعاتنا الحديثة؟ لنتعمق في الأرقام التي تُحدد من هم الأكثر ارتباطاً بهذا العالم الافتراضي.

تعريف "استخدام مواقع التواصل الاجتماعي": مقياس للاتصال الرقمي

يُقاس "استخدام مواقع التواصل الاجتماعي" عادةً بعدة مؤشرات، منها:

معدل انتشار المستخدمين: نسبة السكان الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي.

الوقت المستغرق يومياً: متوسط الساعات أو الدقائق التي يقضيها المستخدمون على هذه المنصات.

عدد المنصات المستخدمة: متوسط عدد المنصات التي يستخدمها الفرد بانتظام.

الوصول إلى الإنترنت: مدى توفر البنية التحتية للاتصال بالإنترنت.

تُقدم منظمات مثل "وي آر سوشيال" (We Are Social) بالتعاون مع "هوت سويت" (Hootsuite)، بالإضافة إلى شركات الأبحاث العالمية مثل "داتا ريبورتال" (DataReportal)، تقارير سنوية شاملة حول هذه المؤشرات.

المشهد العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي 2025: نمو مُتسارع وتنوع مُتزايد

يُشهد عام 2025 استمراراً في النمو العالمي لعدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُتوقع أن يتجاوز العدد 5.2 مليار مستخدم فريد حول العالم. تُركز المنصات على تجارب المستخدم المُخصصة، المحتوى القائم على الفيديو (مثل TikTok وReels)، التجارة الإلكترونية المدمجة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين التفاعل.

أكثر الشعوب استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي 2025: صدارة آسيوية وعربية
بناءً على الاتجاهات الحالية في انتشار الإنترنت، النمو الديموغرافي، وتبني التقنيات الرقمية، تُظهر التوقعات لعام 2025 أن بعض الشعوب ستُسجل أعلى معدلات استخدام لمواقع التواصل الاجتماعي، سواء من حيث نسبة السكان النشطين أو الوقت المستغرق:

تصور بياني مبسط لمتوسط الوقت اليومي المستغرق على مواقع التواصل الاجتماعي (تقديرات 2025 - بالساعات):

          ╔═══════════════════════════════════════════╗
          ║  متوسط الوقت اليومي على التواصل الاجتماعي (تقديرات 2025 - بالساعات) ║
          ╠═══════════════════════════════════════════╣
          ║  الفلبين:          ███████████████████████████████ (أكثر من 4 ساعات)║
          ║  جنوب أفريقيا:     ████████████████████████████ (حوالي 3.5 - 4 ساعات) ║
          ║  البرازيل:         ███████████████████████████ (حوالي 3.5 - 4 ساعات) ║
          ║  الإمارات العربية المتحدة: ██████████████████████████ (حوالي 3.5 - 4 ساعات) ║
          ║  ماليزيا:          ████████████████████████ (حوالي 3 - 3.5 ساعات) ║
          ║  السعودية:         ████████████████████████ (حوالي 3 - 3.5 ساعات) ║
          ╚═══════════════════════════════════════════╝

تحليل لأبرز الشعوب والتوجهات:

الفلبين:

تُحافظ الفلبين باستمرار على مكانتها كواحدة من أعلى الدول في العالم من حيث متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي. يُعزى ذلك إلى الانتشار الواسع للهواتف الذكية، الاعتماد الكبير على التواصل الرقمي (خاصة للعمالة المهاجرة)، والانتشار السريع لثقافة الفيديو والمحتوى الترفيهي.

جنوب أفريقيا والبرازيل:

تُظهر كلتا الدولتين مستويات عالية من المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي، مدفوعتين بنمو الشباب، سهولة الوصول إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، والدور المتزايد لهذه المنصات في التواصل الاجتماعي والسياسي.

دول الشرق الأوسط (الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية):

تُعدّ دول الخليج العربي من بين الأعلى في العالم من حيث نسبة انتشار مستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بعدد السكان، بالإضافة إلى الوقت المستغرق. يُساهم في ذلك الشباب، الدخل المرتفع نسبياً، والتبني السريع لأحدث التقنيات. تُعد منصات مثل سناب شات وتيك توك من الأكثر شعبية في المنطقة.

ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند (جنوب شرق آسيا):

تُواصل هذه الدول تسجيل مستويات عالية جداً من الاستخدام، مدفوعة بوجود أعداد كبيرة من الشباب، التبني الواسع للهواتف الذكية، والانتشار السريع للمحتوى الترفيهي والاجتماعي.

نيجيريا (أفريقيا):

كأكبر اقتصاد وأكثر دولة اكتظاظاً بالسكان في أفريقيا، تُسجل نيجيريا نمواً هائلاً في عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وتُشير التوقعات إلى استمرار هذا النمو في 2025.

العوامل المحركة للاستخدام الكثيف لمواقع التواصل الاجتماعي في 2025:

  • انتشار الهواتف الذكية والإنترنت المتنقل: أصبحت الهواتف الذكية الأداة الرئيسية للوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها متاحة لشريحة واسعة من السكان.
  • النمو الديموغرافي للشباب: تُشكل الفئات العمرية الأصغر السواد الأعظم من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وهم الأكثر تفاعلاً.
  • المحتوى المرئي والفيديوهات القصيرة: ازدهار منصات مثل TikTok وYouTube وReels على Instagram، والتي تُقدم محتوى جذاباً وسهل الاستهلاك.
  • البحث عن المعلومات والأخبار: تُصبح وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً رئيسياً للمعلومات والأخبار للعديد من الأفراد، خاصة في المناطق التي قد تكون فيها مصادر الإعلام التقليدية محدودة.
  • التواصل الاجتماعي والعائلي: تُستخدم المنصات للحفاظ على الروابط الأسرية والاجتماعية، لا سيما بين المجتمعات المهاجرة.
  • الفرص الاقتصادية والتجارية: تُوفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصاً للأعمال الصغيرة، التسويق للمؤثرين (Influencers)، والتجارة الإلكترونية، مما يُعزز استخدامها.
  • انخفاض تكلفة البيانات: في العديد من الدول النامية، أصبحت حزم بيانات الإنترنت أكثر بأسعار معقولة، مما يُشجع على الاستخدام.

تداعيات الاستخدام الكثيف: بين الفرص والتحديات

للاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي تداعيات متعددة:

الفرص:

1- التواصل والمعرفة: سهولة التواصل، تبادل المعلومات، وزيادة الوعي بالقضايا العالمية.

2- فرص اقتصادية: منصات للأعمال، التسويق، والتعلم.

3- التعبير والمشاركة: مساحات للتعبير عن الرأي والمشاركة المدنية.

التحديات:

1- الصحة النفسية: زيادة معدلات القلق والاكتئاب لدى بعض المستخدمين، مقارنة اجتماعية سلبية.

2- المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة: انتشار سريع للمعلومات غير الدقيقة.

3- الخصوصية والأمن: تحديات حماية البيانات الشخصية.

4- الإدمان الرقمي: قضاء وقت مفرط يُؤثر على الحياة اليومية والإنتاجية.

كلمة اخيرة: مجتمعات متصلة، تحديات متجددة

في عام 2025، تُشكل الشعوب الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي شهادة على التحول الرقمي العميق الذي يُعيد تعريف سُبل تواصلنا، عملنا، وترفيهنا. إن الأرقام الهائلة للمستخدمين والوقت المستغرق تُسلط الضوء على قوة هذه المنصات في تشكيل الرأي العام، دفع عجلة الاقتصاد، وتوفير مساحات للتعبير والتفاعل.

ومع ذلك، تُفرض هذه الظاهرة تحديات جديدة تتعلق بالصحة الرقمية، أمن المعلومات، وضرورة تعزيز الوعي الرقمي. في نهاية المطاف، سيُحدد قدرتنا على تسخير هذه الأدوات بمسؤولية، والتعامل مع تحدياتها، مدى مساهمتها في بناء مجتمعات أكثر ترابطاً وازدهاراً.

مصادر المقال الرسمية:

  1. "وي آر سوشيال" (We Are Social) و"هوت سويت" (Hootsuite) - تقرير "ديجيتال" (Digital Report):
    • يُعدّ هذا التقرير السنوي من أشمل المصادر للبيانات والإحصائيات حول استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة على مستوى العالم، ويُغطّي مئات الدول.
    • الموقع الإلكتروني:datareportal.com/(يُعرف أيضاً بـ DataReportal)
  2. Statista:
    • منصة إحصائية رائدة تُقدم بيانات وتوقعات حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أعداد المستخدمين، والوقت المستغرق حسب الدول والمناطق.
    • الموقع الإلكتروني:www.statista.com/topics/1164/social-networks/
  3. مواقع الشركات الكبرى (مثل Meta - Facebook, Instagram / Google - YouTube / TikTok):
    • تُصدر هذه الشركات تقارير ربع سنوية وسنوية تُقدم لمحات عن أعداد مستخدميها ونموها في مناطق مختلفة حول العالم.