كم تُستهلك المياه حول العالم؟ وهل نحن حقاً على شفا أزمة؟

أزمة المياه ليست مجرد توقع، بل هي حقيقة قائمة في أجزاء كثيرة من العالم

٢٠ أغسطس ٢٠٢٥

سؤالك: نسمع تحذيرات مستمرة حول ندرة المياه، لكن ما هي الأرقام الحقيقية وراء استهلاكنا اليومي؟ هل يمكن أن تُخبرني كم نستهلك من المياه فعلياً، وأي القطاعات هي الأكثر استهلاكاً؟

الإجابة: هذا سؤال جوهري في ظل التغيرات المناخية. فالأرقام تُظهر أن أزمة المياه ليست مجرد توقع، بل هي حقيقة قائمة في أجزاء كثيرة من العالم. إن الموارد المائية تُعتبر أغلى ثرواتنا، والأرقام التي تُظهر كيفية استهلاكنا لها تُؤكد أننا على وشك مواجهة تحديات غير مسبوقة ما لم نتحرك بشكل حاسم.

ربما يهمك: كم تُرمي من الطعام في سلة المهملات سنوياً؟

أرقام صادمة: كم نستهلك فعلاً؟

تُظهر الإحصائيات أن استهلاك المياه العذبة في عام 2025 قد وصل إلى مستويات حرجة، مما يضع ضغوطاً هائلة على موارد الكوكب.

الحجم الإجمالي: يُقدر إجمالي استهلاك المياه العذبة عالمياً بحوالي 4.5 تريليون متر مكعب سنوياً. وهو رقم يزداد بشكل مستمر بسبب النمو السكاني والتنمية الاقتصادية.
متوسط الاستهلاك: يُستهلك الفرد الواحد حول العالم ما يُعادل 1.2 مليون لتر من المياه سنوياً (حوالي 3200 لتر يومياً)، وهو رقم لا يقتصر على الاستخدام المنزلي المباشر، بل يشمل المياه الافتراضية في إنتاج الغذاء والسلع.
مناطق الخطر: تُعاني مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا من ندرة مياه حادة، حيث يُعاني أكثر من 2 مليار شخص من نقص في الوصول إلى مياه الشرب النظيفة.

أكبر المستهلكين: الزراعة والصناعة

تُظهر البيانات أن الاستهلاك المنزلي للمياه لا يُشكل سوى جزء بسيط من الصورة الكاملة. فالقطاعات الأكثر استهلاكاً هي:

الزراعة: تُعتبر الزراعة أكبر مستهلك للمياه، حيث تستخدم حوالي 70% من إجمالي المياه العذبة. ويُعد هذا الاستهلاك الضخم ضرورياً لتوفير الغذاء لسكان العالم، لكنه يضغط على الموارد بشكل هائل.
الصناعة: تأتي الصناعة في المرتبة الثانية، حيث تستخدم حوالي 20% من المياه، وذلك في عمليات التصنيع، وتوليد الطاقة، والتبريد.
الاستخدام المنزلي: يُشكل الاستهلاك المنزلي للمياه حوالي 10% فقط من الإجمالي، ويشمل ذلك الشرب، والاستحمام، والنظافة الشخصية.

جدول يوضح الاستهلاك العالمي للمياه حسب القطاع (تقديرات 2025)

القطاع	النسبة من إجمالي الاستهلاك (%)	متوسط الاستهلاك السنوي (تريليون متر مكعب)
الزراعة	70%	3.15
الصناعة	20%	0.90
الاستخدام المنزلي	10%	0.45
الإجمالي	100%	4.50

طريق نحو استدامة المياه: مسؤولية مشتركة

تُظهر أرقام 2025 أن أزمة المياه حقيقية، وأن الاستهلاك الحالي غير مستدام على المدى الطويل. لكن التحدي يُقدم أيضاً فرصة للعمل. إن تبني ممارسات زراعية أكثر كفاءة في استخدام المياه، والاستثمار في تقنيات تحلية المياه وإعادة تدويرها، وتشجيع الأفراد على تقليل استهلاكهم المنزلي، هي خطوات أساسية نحو تحقيق استدامة المياه.

إنها ليست مسؤولية الحكومات وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة تتطلب وعياً وعملاً من الجميع لضمان مستقبل آمن لأجيالنا القادمة.