
أكبر البنوك الأمريكية في عام 2024

تُعَدُّ البنوك الأمريكية من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تلعب دورًا حيويًا في إدارة الودائع، تقديم القروض، وتوفير الخدمات المصرفية والاستثمارية. تتنوع هذه البنوك بين المؤسسات الإقليمية الصغيرة والمتوسطة والبنوك الاستثمارية الكبرى ذات الشهرة العالمية. في هذا السياق، نستعرض أكبر البنوك الأمريكية من حيث إجمالي الأصول، استنادًا إلى تقرير صادر عن S&P Global Market Intelligence للربع الرابع من عام 2024.
أكبر البنوك الأمريكية من حيث إجمالي الأصول
تُظهر البيانات أن أكبر أربعة بنوك أمريكية – جي بي مورغان تشيس، بنك أوف أميركا، سيتي غروب، وويلز فارجو – تمتلك مجتمعة أكثر من 11.5 تريليون دولار من الأصول، ما يمثل أكثر من 50% من إجمالي أصول أكبر 25 بنكًا في البلاد.
1. جي بي مورغان تشيس
يتصدر جي بي مورغان تشيس القائمة بأصول تفوق 4 تريليونات دولار. تشكل القروض المختلفة – بما في ذلك القروض العقارية، التجارية، وقروض المستهلكين – نحو 1.3 تريليون دولار من إجمالي الأصول، تليها الاستثمارات في الأوراق المالية التي تقترب من 1.2 تريليون دولار.
2. بنك أوف أميركا
يأتي بنك أوف أميركا في المرتبة الثانية بأصول تصل إلى 3.3 تريليون دولار. يُعرف البنك بتقديمه مجموعة واسعة من الخدمات المصرفية للأفراد والشركات، بالإضافة إلى خدمات الاستثمار وإدارة الأصول.
3. سيتي غروب
يحتل سيتي غروب المركز الثالث بأصول تبلغ نحو 2.4 تريليون دولار. يُعتبر البنك من المؤسسات المالية الرائدة عالميًا، حيث يقدم خدمات مصرفية واستثمارية متنوعة في العديد من البلدان.
4. ويلز فارجو
بحجم أصول يصل إلى 1.8 تريليون دولار، يحتل ويلز فارجو المرتبة الرابعة. يتميز البنك بامتلاكه ثاني أعلى عدد من الفروع المصرفية في الولايات المتحدة – أكثر من 4000 فرع – متأخرًا فقط عن جي بي مورغان تشيس.
5. جولدمان ساكس
يُعتبر جولدمان ساكس من أكبر البنوك الاستثمارية في العالم، بأصول تبلغ 1.7 تريليون دولار. يقدم البنك خدمات استثمارية، إدارة الأصول، وخدمات مصرفية للأفراد ذوي الثروات العالية.
6. مورغان ستانلي
يحتل مورغان ستانلي المركز السادس بأصول تصل إلى 1.2 تريليون دولار. يُعرف البنك بتقديمه خدمات استثمارية متنوعة، بما في ذلك إدارة الأصول والخدمات المصرفية الاستثمارية.
تراجع أصول البنوك الأمريكية في الربع الرابع من 2024
على الرغم من سيطرتها الكبيرة، شهدت أكبر أربعة بنوك أمريكية انخفاضًا في أصولها بنسبة 2.9%، أي ما يعادل 339.7 مليار دولار مقارنة بالربع السابق، مع تسجيل ويلز فارجو فقط نموًا طفيفًا بنسبة 0.4%. ولم يقتصر التراجع على البنوك الكبرى، إذ شهدت أكبر 50 بنكًا في الولايات المتحدة انخفاضًا إجماليًا قدره 436.8 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
- جي بي مورغان تشيس: سجل انخفاضًا بنسبة 4.9% في الأصول مقارنة بالربع السابق، وبدأ في فبراير 2025 جولة من عمليات التسريح مع خطط لمزيد من التخفيضات خلال العام.
- بنك أوف أميركا: شهد انخفاضًا في الأصول بنسبة 1.9%.
- سيتي غروب: سجل انخفاضًا بنسبة 3.2% في الأصول.
على الرغم من التراجع الحالي، يتوقع كبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع المصرفي، وفقًا لتقرير S&P Global، أن يشهد عام 2025 نموًا في القروض والودائع، مما قد يساعد في تحسين الميزانيات العمومية للبنوك خلال العام المقبل.
العوامل المؤثرة في أداء البنوك الأمريكية
تتأثر أصول البنوك الأمريكية بعدة عوامل، من أبرزها:
1. السياسات النقدية
تلعب السياسات النقدية التي يتبناها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورًا محوريًا في تحديد تكلفة الاقتراض وتوافر السيولة في السوق. فعلى سبيل المثال، قد تؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى تقليل الطلب على القروض، مما يؤثر على نمو أصول البنوك.
2. الأداء الاقتصادي العام
يعكس الناتج المحلي الإجمالي والصحة العامة للاقتصاد الأمريكي قدرة الأفراد والشركات على الاقتراض والسداد. في فترات الركود الاقتصادي، قد ترتفع نسب التعثر في السداد، مما يؤثر سلبًا على جودة أصول البنوك.
3. التغيرات في اللوائح التنظيمية
قد تؤثر التشريعات المصرفية الجديدة على كيفية إدارة البنوك لأصولها والتزاماتها. على سبيل المثال، قد تتطلب اللوائح زيادة نسب الاحتياطي الإلزامي، مما يقلل من القدرة على تقديم القروض.
4. الابتكارات التكنولوجية
مع التقدم التكنولوجي، تتبنى البنوك الحلول الرقمية لتحسين كفاءة العمليات وتقليل التكاليف. ومع ذلك، قد تتطلب هذه الابتكارات استثمارات كبيرة في البنية التحتية التكنولوجية، مما قد يؤثر على الأصول على المدى القصير.
توقعات مستقبلية للقطاع المصرفي الأمريكي
بالنظر إلى التحديات والفرص الحالية، من المتوقع أن يشهد القطاع المصرفي الأمريكي التحولات التالية:
1. تعزيز التحول الرقمي
مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، من المتوقع أن تستمر البنوك في تطوير خدماتها الرقمية وتحسين تجربة العملاء عبر التطبيقات المصرفية، الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البلوك تشين. قد يشمل ذلك تعزيز أنظمة الأمان السيبراني وتقليل الاعتماد على الفروع التقليدية.
2. زيادة المنافسة من الشركات التقنية المالية (Fintech)
أصبحت الشركات الناشئة في مجال التقنية المالية تشكل تحديًا للبنوك التقليدية من خلال تقديم حلول مالية أسرع وأرخص، مثل المدفوعات الرقمية، الإقراض المباشر، والاستثمار عبر الإنترنت. هذا سيدفع البنوك إلى الابتكار والتعاون مع هذه الشركات لمواكبة التغيرات.
3. استقرار أسعار الفائدة وتأثيرها على القروض والودائع
من المتوقع أن تستقر أسعار الفائدة أو تنخفض في النصف الثاني من عام 2025، مما قد يعزز الإقبال على القروض العقارية والاستهلاكية، ويعيد التوازن إلى ميزانيات البنوك بعد الانخفاض الذي شهدته الأصول في 2024.
4. التوسع الدولي للبنوك الكبرى
مع تصاعد التحديات المحلية، قد تسعى بعض البنوك الكبرى إلى توسيع عملياتها خارج الولايات المتحدة، خاصة في الأسواق الناشئة، للاستفادة من النمو الاقتصادي القوي في آسيا وأمريكا اللاتينية.
5. التركيز على التمويل المستدام والاستثمارات البيئية
مع تزايد الاهتمام بالاستدامة، ستتجه البنوك الكبرى إلى تقديم تمويلات خضراء واستثمارات تراعي المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، استجابةً للضغوط التنظيمية والمطالبات الشعبية المتزايدة بالاستثمار المسؤول.