
إحصائيات تحويلات الأجانب من المملكة العربية السعودية

تُعَدُّ تحويلات العمالة الأجنبية من المملكة العربية السعودية إلى بلدانهم الأصلية من أبرز المؤشرات الاقتصادية التي تعكس التفاعل بين الاقتصاد السعودي والاقتصادات العالمية. شهدت هذه التحويلات تقلبات ملحوظة على مر السنوات، متأثرة بعوامل اقتصادية محلية ودولية متعددة.
نظرة عامة على التحويلات المالية
في عام 2024، سجلت تحويلات الأجانب من السعودية ارتفاعًا بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 144 مليار ريال سعودي (38.4 مليار دولار أمريكي). يُعَدُّ هذا الرقم الأعلى منذ عام 2022، وفقًا لبيانات البنك المركزي السعودي (ساما)
. يُعزى هذا الارتفاع إلى نمو معدلات التوظيف وتحسن الأجور في بعض القطاعات.
تطور التحويلات عبر السنوات
شهدت تحويلات الأجانب في السعودية تذبذبًا خلال السنوات الماضية. في عام 2020، ارتفعت التحويلات بنسبة 19% مقارنة بعام 2019، لتصل إلى 149.7 مليار ريال سعودي
ثم انخفضت بنسبة 7% في عام 2022، مسجلة 143.2 مليار ريال سعودي
العوامل المؤثرة في التحويلات
تتأثر تحويلات الأجانب بعدة عوامل، منها:
- التوظيف والأجور: تحسن معدلات التوظيف وزيادة الأجور في بعض القطاعات يؤديان إلى زيادة القدرة المالية للعمالة الأجنبية، مما ينعكس على حجم التحويلات.
- الأوضاع الاقتصادية العالمية: التقلبات الاقتصادية في بلدان العمالة تؤثر على حجم الأموال المرسلة، حيث قد تزيد التحويلات لدعم الأسر في الأوقات الصعبة.
- السياسات الحكومية: البرامج التي تهدف إلى توطين الوظائف وتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية قد تؤدي إلى تقليص عدد العمالة الوافدة، مما يؤثر على إجمالي التحويلات.
تأثير التحويلات على الاقتصاد السعودي
تُشكِّل تحويلات الأجانب جزءًا كبيرًا من التدفقات المالية الخارجة من المملكة، مما قد يؤثر على الميزان التجاري والاحتياطيات النقدية. وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2020، فإن زيادة تحويلات العمالة الوافدة لها تأثير سلبي إحصائي على معدل النمو الاقتصادي في المملكة على المديين القصير والطويل
التحويلات في سياق عالمي
تحتل السعودية مرتبة متقدمة عالميًا من حيث حجم تحويلات العمالة الأجنبية. في عام 2020، بلغت التحويلات 40 مليار دولار، مما يضع المملكة في المرتبة الثالثة عالميًا في هذا المجال
التحديات والفرص
تواجه المملكة تحديات في إدارة تدفق التحويلات المالية، خاصة مع سعيها لتوطين الوظائف وتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية. من جهة أخرى، توفر هذه التحويلات دعمًا اقتصاديًا للعديد من الدول النامية، مما يعزز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وتلك الدول.
الخلاصة
تعكس تحويلات الأجانب من السعودية تفاعلات معقدة بين العوامل الاقتصادية المحلية والدولية. فهم هذه الديناميكيات يساعد في صياغة سياسات اقتصادية متوازنة تحقق مصالح المملكة والعمالة الوافدة على حد سواء.