إحصائيات تحويلات العمالة الفلبينية من دول الخليج 2024
تشكل تحويلات العمالة الفلبينية إلى وطنهم جزءًا مهمًا من الاقتصاد الفلبيني، إذ يعتمد العديد من الأسر الفلبينية على الأموال التي يرسلها العاملون في الخارج. وفقًا لأحدث البيانات لعام 2024، فإن دول الخليج العربي تعد من أكبر المصادر لهذه التحويلات. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الإحصائيات المتعلقة بتحويلات العمالة الفلبينية من دول الخليج العربي خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2024، مع تفسير الأرقام الواردة وتسليط الضوء على النمو في حجم التحويلات مقارنة بالعام السابق.
تشير البيانات إلى أن إجمالي التحويلات من دول الخليج العربي قد سجلت نحو 3.20 مليارات دولار خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2024، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 4% مقارنة بنفس الفترة في عام 2023، حيث كانت التحويلات قد بلغت 3.08 مليارات دولار.
هذا النمو يعكس التحسن المستمر في اقتصاديات الخليج، مما أدى إلى زيادة القدرة الشرائية للعاملين الفلبينيين، الذين يتمكنون من تحويل جزء أكبر من دخلهم إلى عائلاتهم في الفلبين.
توزيع التحويلات حسب الدول
- السعودية
- بلغت التحويلات من المملكة العربية السعودية، التي تعتبر أكبر مصدر لتحويلات العمالة الفلبينية في الخليج، 1.17 مليار دولار خلال السبعة أشهر الأولى من 2024.
- سجلت هذه التحويلات نموًا بنسبة 4.39% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. يمثل هذا النمو استمرارًا لدور السعودية كمركز رئيسي لفرص العمل للفلبينيين في المنطقة، بفضل اقتصادها الكبير واعتمادها على العمالة الوافدة في قطاعات متعددة.
- الإمارات
- في الإمارات العربية المتحدة، بلغ حجم التحويلات 806.5 مليون دولار، بنمو قدره 5.90%. هذه الزيادة تعكس تحسن الظروف الاقتصادية في الإمارات وتوسع القطاعات التي تستقطب العمالة الفلبينية، مثل الضيافة والبناء والرعاية الصحية.
- قطر
- سجلت قطر تحويلات بقيمة 550 مليون دولار، بنمو 4.79% مقارنة بالعام السابق. يعكس هذا الرقم دور قطر المتزايد في استقبال العمالة الفلبينية بفضل مشروعات البنية التحتية الضخمة التي شهدتها الدولة.
- الكويت
- بلغت تحويلات العمالة الفلبينية من الكويت 317 مليون دولار، مع نمو متواضع بنسبة 2.15%. بالرغم من كون الكويت ليست من أكبر الأسواق للعمالة الفلبينية مقارنة بالسعودية أو الإمارات، إلا أنها تظل مصدرًا مهمًا للتحويلات بفضل استقرار الاقتصاد الكويتي والطلب المستمر على العمالة الوافدة.
- عمان
- سجلت عمان تحويلات بقيمة 200 مليون دولار، بنمو قدره 2.76%. يعكس هذا النمو زيادة الاستقرار الاقتصادي في عمان وتحسن ظروف العمل للوافدين.
- البحرين
- في البحرين، بلغت التحويلات 158.80 مليون دولار، بزيادة قدرها 3.65% مقارنة بالعام الماضي. البحرين، رغم صغر حجمها مقارنة بجاراتها في الخليج، تشهد تحسنًا اقتصاديًا يعزز قدرة العمالة الوافدة على إرسال الأموال إلى بلدانهم.
مقارنة مع التحويلات العالمية
تشير البيانات إلى أن التحويلات من دول الخليج قد شكلت 16.55% من إجمالي ما حولته العمالة الفلبينية عالميًا خلال السبعة أشهر الأولى من 2024، والبالغ 19.33 مليار دولار. هذا يعني أن أكثر من سدس التحويلات العالمية للعمالة الفلبينية يأتي من منطقة الخليج العربي، وهو مؤشر على الدور الهام الذي تلعبه هذه المنطقة في حياة العمالة الفلبينية وذويهم.
دور التحويلات من قارة آسيا
أظهرت الإحصائيات أن 41.70% من إجمالي التحويلات من قارة آسيا جاءت من دول الخليج، حيث بلغت 7.67 مليارات دولار. هذا الرقم يؤكد أن الخليج العربي هو المصدر الأهم للتحويلات الفلبينية من القارة الآسيوية، بفضل الفرص الوظيفية المتاحة في دوله المختلفة واستقطابه للعمالة الوافدة من الفلبين والدول الآسيوية الأخرى.
مقارنة بالشرق الأوسط
أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط ككل، فقد بلغت التحويلات 3.32 مليارات دولار، كانت نسبة 96.92% من هذه التحويلات مصدرها دول الخليج العربي. يوضح هذا الرقم أن دول الخليج تسيطر تقريبًا بشكل كامل على التحويلات المرسلة من منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس اعتماد العمالة الفلبينية الكبير على هذه المنطقة.
تحليل شامل للنمو
تعتبر نسبة النمو الإجمالية للتحويلات من دول الخليج والبالغة 4% من المؤشرات الإيجابية التي تعكس تحسن الظروف الاقتصادية في المنطقة. وبالنظر إلى نسب النمو المختلفة بين دول الخليج، فإن الإمارات وقطر سجلتا أعلى معدلات النمو، حيث تجاوزت 5%، بينما كانت النسبة الأقل في الكويت وعمان.
يعود هذا النمو إلى عدة عوامل منها:
- الانتعاش الاقتصادي بعد التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.
- ارتفاع أسعار النفط، مما ساهم في تعزيز اقتصاديات الخليج وزيادة الرواتب والمزايا للعاملين.
- زيادة استقرار سوق العمل للوافدين، مع إقبال الشركات على العمالة الماهرة في القطاعات المختلفة.