احصائيات أساليب الزراعة ونظم الري فى المملكة
تُعد الزراعة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني في المملكة، حيث تعتمد على تنوع المناخ والتربة الزراعية لإنتاج مجموعة واسعة من المحاصيل الزراعية، في هذا السياق تعتبر الخضروات الشتوية من أهم المحاصيل التي تعتمد عليها المملكة لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير، لذا من الضروري تحليل توزيع أساليب الزراعة ونظم الري المستخدمة في زراعة هذه الخضروات لفهم الاتجاهات الحالية وتحسين كفاءة الإنتاج.
يُعد نظام الري بالرش هو الأكثر استخدامًا في زراعة الخضروات الشتوية في المملكة حيث يشكل نسبة 45% من إجمالي أساليب الزراعة، و يُعزى هذا الانتشار الواسع لنظام الري بالرش إلى فعاليته في توفير المياه وتوزيعها بشكل متساوٍ على النباتات، يعمل هذا النظام على رش الماء على المحاصيل من خلال فوهات رشاشات، مما يساعد على تحسين نمو النباتات وزيادة الإنتاجية.
ثم يأتي نظام الري بالتنقيط في المرتبة الثانية من حيث الانتشار، حيث يمثل نسبة 24% من إجمالي أساليب الزراعة، يعتبر هذا النظام من أكثر نظم الري كفاءة في استخدام المياه، إذ يقوم هذا النظام بتوصيل الماء مباشرة إلى جذور النباتات عبر انابيب تنقيط، مما يساعد في تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، ويقلل من نمو الأعشاب الضارة.
ثم يأتي الاعتماد على الأمطار،حيث تعتمد الخضروات الشتوية في المملكة على الأمطار كمصدر رئيسي للري بنسبة 18%، يعتبر هذا الأسلوب الأكثر تقليدية وطبيعية، حيث تعتمد المحاصيل على كميات الأمطار المتساقطة خلال فصل الشتاء، بالرغم من أن هذا الأسلوب يقلل من تكاليف الري، إلا أنه يعاني من بعض التحديات مثل عدم استقرار كميات الأمطار وارتفاع مخاطر الجفاف، مما يجعل الإنتاج الزراعي غير مستقر ومتفاوتًا من سنة إلى أخرى.
كما يشكل نظام الري بالغمر نسبة 12% من إجمالي أساليب الزراعة للخضروات الشتوية، و يعتمد هذا النظام على غمر الحقول بالمياه، وهو من أقدم نظم الري وأكثرها استخدامًا في المناطق التي تتوافر فيها مصادر مائية وفيرة، و يتميز هذا النظام بقدرته على توفير كميات كبيرة من المياه للنباتات في وقت قصير، إلا أنه يعاني من بعض العيوب مثل هدر المياه وزيادة ملوحة التربة، بالإضافة إلى ارتفاع مخاطر انتشار الأمراض الفطرية.
و تشكل الأساليب الزراعية الأخرى نسبة 1% فقط من إجمالي أساليب الزراعة المستخدمة للخضروات الشتوية في المملكة، تشمل هذه الأساليب تقنيات مبتكرة وتجريبية قد تكون في مراحل اختبارية أو تستخدم على نطاق محدود، و تتضمن هذه الأساليب الزراعة المائية (الهيدروبونيك) والزارعة بدون تربة، والتي تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد وزيادة الإنتاجية.
تعكس هذه الإحصائية تنوع الأساليب الزراعية ونظم الري المستخدمة في زراعة الخضروات الشتوية في المملكة. بينما يظل نظام الري بالرش هو الأكثر انتشارًا، فإن هناك توجهًا متزايدًا نحو استخدام نظم الري بالتنقيط والأمطار لتحقيق كفاءة أكبر في استخدام المياه وتحسين جودة المحاصيل.