
أفضل المدن الملائمة للمشي حول العالم

المدن الملائمة للمشي هي تلك التي تُصمَّم بحيث تُمكِّن سكانها من الوصول بسهولة إلى المرافق الأساسية سيرًا على الأقدام، مثل متاجر البقالة، الصيدليات، والعيادات الصحية. هذا التصميم الحضري يُحوِّل المهام اليومية إلى فرص لممارسة النشاط البدني، مما يُعزِّز الصحة العامة، الراحة، والتواصل الاجتماعي بين السكان.
فوائد المدن الملائمة للمشي
تشير الأبحاث إلى أن المجتمعات القابلة للمشي تُعزِّز النشاط البدني، وتُقلِّل من معدلات السمنة ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، كما تُسهم في زيادة الشعور بالسعادة من خلال تشجيع التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقليل الاعتماد على السيارات يُساهم في خفض مستويات التلوث البيئي، مما يُحسِّن جودة الهواء والصحة العامة للسكان.
أكثر المدن الملائمة للمشي في العالم
تصدرت المدن الأوروبية القائمة باعتبارها الأكثر صداقة للمشي، حيث جاءت 45 مدينة أوروبية ضمن أفضل 50 مدينة في العالم من حيث سهولة التنقل سيرًا على الأقدام. شملت هذه المدن ميونيخ في ألمانيا، ميلانو في إيطاليا، وارسو في بولندا، وهلسنكي في فنلندا. هذه المدن تتميز بتصميم حضري يُشجِّع على المشي، مع توفر مسارات مخصصة للمشاة ومرافق قريبة من المناطق السكنية.
على الجانب الآخر، جاءت كيوتو في اليابان كأكثر مدينة غير أوروبية ملائمة للمشي، حيث احتلت المركز 28 عالميًا. كما تضمنت القائمة مدنًا آسيوية أخرى مثل تايبيه في تايوان (35)، كاتماندو في نيبال (45)، تايتشونغ في تايوان (49)، وطوكيو في اليابان (50).
أسباب تفوق المدن الأوروبية في ملاءمتها للمشي
تاريخيًا، تم بناء العديد من المدن الأوروبية قبل انتشار السيارات، في وقت كان فيه المشي هو وسيلة النقل الأساسية. هذا أدى إلى نشوء مراكز حضرية كثيفة ذات شوارع ضيقة، وتقارب بين المناطق السكنية، المتاجر، والمرافق العامة. إضافةً إلى ذلك، تبنت الحكومات الأوروبية سياسات حضرية واضحة لتعزيز ثقافة المشي، مثل "الخطة الأوروبية الرئيسية للمشي" التي تهدف إلى إعادة تصميم المدن لجعلها أكثر ترحيبًا بالمشاة، مع تطوير سياسات وطنية واستراتيجيات تحفّز هذا الاتجاه.
غياب مدن أمريكا الشمالية عن القائمة
في المقابل، غابت مدن أمريكا الشمالية عن قائمة أفضل 50 مدينة ملائمة للمشي، وهو ما يُعزى إلى التصميم الحضري القائم على السيارات الذي يميز المدن الأمريكية والكندية. وكانت فانكوفر في كندا هي المدينة الأعلى تصنيفًا في القارة، حيث احتلت المرتبة 53 عالميًا.
أمثلة على مدن ملائمة للمشي
- ميونيخ، ألمانيا: تُعتبر ميونيخ المدينة الأكثر سهولة للمشي في العالم، وذلك لعدة أسباب، منها مسارات متشعبة للدراجات تبلغ مساحتها 1,468,623 كيلومترًا، و86% من السكان يعيشون على مسافة كيلومتر واحد من مساحة خالية من السيارات.
- ميلانو، إيطاليا: تُعتبر ميلانو واحدة من أكثر المدن ملاءمة للمشي، حيث توفر بنية تحتية تدعم التنقل سيرًا على الأقدام.
- وارسو، بولندا: تُعتبر وارسو من المدن التي تُشجِّع على المشي، حيث توفر بيئة حضرية تدعم التنقل سيرًا على الأقدام.
- هلسنكي، فنلندا: تُعتبر هلسنكي من المدن التي تُشجِّع على المشي، حيث توفر بيئة حضرية تدعم التنقل سيرًا على الأقدام.
تأثير التصميم الحضري على ملاءمة المدن للمشي
التصميم الحضري يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز ملاءمة المدن للمشي. المدن التي تُخطَّط بحيث تكون المرافق الأساسية قريبة من المناطق السكنية، وتوفر مسارات آمنة ومريحة للمشاة، تُشجِّع سكانها على تبني المشي كوسيلة رئيسية للتنقل. بالإضافة إلى ذلك، توفير مساحات خضراء ومناطق ترفيهية يمكن الوصول إليها سيرًا على الأقدام يُعزِّز من جودة الحياة ويُشجِّع على النشاط البدني.
أهمية السياسات الحكومية في تعزيز ثقافة المشي
تلعب السياسات الحكومية دورًا محوريًا في تعزيز ثقافة المشي داخل المدن. من خلال تبني استراتيجيات تُركِّز على تحسين البنية التحتية للمشاة، مثل توسيع الأرصفة، توفير إضاءة كافية، وضمان سلامة المشاة، يمكن للحكومات تشجيع السكان على المشي. بالإضافة إلى ذلك, يمكن للسياسات التي تُقلِّل من استخدام السيارات في مراكز المدن، مثل فرض رسوم على القيادة في المناطق المزدحمة، أن تُحفِّز السكان على اختيار المشي كبديل.
التحديات التي تواجه المدن غير الملائمة للمشي
تواجه المدن التي تعتمد بشكل كبير على السيارات تحديات عديدة في تحويل نفسها إلى مدن ملائمة للمشي. من بين هذه التحديات:
- البنية التحتية غير الملائمة: عدم وجود أرصفة مناسبة أو مسارات مخصصة للمشاة يجعل المشي غير آمن أو مريح.
- المسافات الطويلة بين المرافق: في بعض المدن، تكون المرافق الأساسية متباعدة، مما يجعل الوصول إليها سيرًا على الأقدام غير عملي.
- الثقافة المجتمعية: في بعض الثقافات، يُعتبر استخدام السيارة رمزًا للمكانة الاجتماعية، مما يجعل التحول إلى المشي تحديًا.