فضل الجامعات العربية على مستوى العالم، ضمن تصنيف الجامعات الصادر عن (QS World University Rankings) لعام 2023
يعد تصنيف الجامعات العربية لعام 2023 ضمن تصنيف (QS World University Rankings) مؤشرًا مهمًا على التطورات الكبيرة التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي في المنطقة العربية، حيث يعكس هذا التصنيف المكانة التي وصلت إليها الجامعات العربية على الساحة العالمية نتيجة للجهود المستمرة لتحسين جودة التعليم، تعزيز البحوث العلمية، وتطوير البنية التحتية الأكاديمية، من خلال النظر في النتائج التي حققتها الجامعات العربية الكبرى، نلاحظ تقدمًا ملحوظًا في تصنيفاتها مقارنة بالعام السابق، حيث تمكنت بعض الجامعات من تحسين مواقعها بشكل لافت.
على سبيل المثال، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة حققت قفزة نوعية بالانتقال من المرتبة 109 في عام 2022 إلى المرتبة 106 في عام 2023، مما يعكس التحسينات المستمرة في معاييرها الأكاديمية، وتطوير برامجها البحثية، وزيادة التعاون الدولي، كما أن جامعة قطر شهدت تقدمًا من المرتبة 224 إلى المرتبة 208، مما يؤكد على الدور المتزايد الذي تلعبه هذه الجامعة في تعزيز التعليم العالي في قطر، وتعزيز سمعتها الأكاديمية على المستوى الدولي، ولا يمكن إغفال الدور الريادي الذي تلعبه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، حيث تستمر في الاحتفاظ بموقع متقدم ضمن أفضل الجامعات العربية والعالمية باحتلالها المرتبة 160، مشيرةً إلى الأهمية الكبيرة التي توليها المملكة العربية السعودية لتطوير هذا الصرح التعليمي الرائد، بالإضافة إلى ذلك شهدت جامعة الملك سعود بالرياض تحسنًا في تصنيفها بالانتقال من المرتبة 277 إلى المرتبة 237، مما يعكس الجهود المبذولة لتعزيز الأداء الأكاديمي والبحثي في الجامعة، وهو ما يعكس التزام المملكة بتطوير مؤسساتها التعليمية، في السياق نفسه، نجد أن الجامعة الأمريكية في بيروت احتلت المرتبة 252، وهي مكانة تعزز من سمعتها كواحدة من أعرق الجامعات في المنطقة، فيما حافظت الجامعة الأمريكية في الشارقة على موقعها المتقدم بالانتقال من المرتبة 383 إلى 369، مشيرةً إلى استمرارية التميز الأكاديمي والبحثي، على صعيد آخر سجلت جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين وجامعة السلطان قابوس في مسقط تقدمًا في تصنيفهما، حيث جاءت الأولى في المرتبة 296 والثانية في المرتبة 384، مما يدل على التحسينات المستمرة في جودة التعليم والبنية التحتية الأكاديمية في هاتين الجامعتين، أما الجامعة الأردنية في عمان، فقد ظلت في النطاق بين المرتبة 600-591، مما يعكس استمرارها في تقديم تعليم متميز على الرغم من التحديات التي تواجهها.
بناءً على هذا التحليل، يمكن القول إن الجامعات العربية تشهد تطورًا مستمرًا في تصنيفها العالمي، وهو ما يعكس الجهود المبذولة لتحسين جودة التعليم العالي في المنطقة، هذا التقدم ليس فقط مهمًا للجامعات نفسها، بل هو مؤشر على التزام الدول العربية بالاستثمار في التعليم العالي كأحد أهم عوامل التنمية المستدامة والنهوض بالمجتمعات، لذلك من الضروري أن تستمر هذه الجامعات في التركيز على تحسين معاييرها الأكاديمية والبحثية، وتعزيز الشراكات الدولية، وزيادة التفاعل مع المجتمع المحلي والدولي لتأمين مكانة متقدمة في التصنيفات المستقبلية، وتحقيق تطلعاتها في أن تكون من بين أفضل الجامعات على مستوى العالم.