أداء الصندوق السياحي السعودي (2021-2023)

قدم صندوق التنمية السياحي دعماً كبيراً لمشاريع القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية، بلغ نحو 4.8 مليار ريال في العام الماضي. وبهذا، يصل إجمالي الدعم المقدم خلال الثلاثة أعوام الماضية إلى 11 مليار ريال. هذا الدعم يأتي ضمن جهود المملكة لتحفيز وتنشيط القطاع السياحي كجزء من برنامج التحول الوطني، الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة الإيرادات غير النفطية، مما ينعكس إيجاباً على مستويات الإنفاق المحلي والوافد.

تم تقديم الدعم لخمسة أنشطة رئيسية هي: الإيواء، الترفيه، التجارب، متعدد الاستخدامات، والتجزئة. وحقق نشاط التجارب أعلى نسبة زيادة في الدعم، حيث ارتفع بنحو 721 ضعفاً خلال العام الماضي، مما يجعله الأكثر ارتفاعاً بين الأنشطة الأخرى.

تفاصيل الدعم المقدم للأنشطة المختلفة:

- نشاط التجارب: بلغ الدعم المقدم لهذا النشاط نحو 1.3 مليار ريال في العام الماضي، مقارنة بـ 1.7 مليون ريال في عام 2022. على الرغم من تراجع إجمالي الدعم بنسبة 10%، إلا أن هذا النشاط شهد أكبر نسبة زيادة في الدعم، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير التجارب السياحية المميزة التي تساهم في جذب السياح وإثراء تجاربهم.

- نشاط الإيواء: استحوذ على 57% من إجمالي الدعم المقدم من صندوق التنمية السياحي، بقيمة 2.7 مليار ريال. وقد تراجع الدعم لهذا النشاط بنسبة 4% مقارنة بعام 2022، ومع ذلك يظل نشاط الإيواء هو الأكثر دعماً من قبل الصندوق، نظراً لأهميته الكبيرة في توفير البنية التحتية اللازمة لاستقبال السياح وضمان راحتهم.

- نشاط الترفيه: شهد أعلى نسبة تراجع في الدعم بنسبة 96%، حيث بلغت قيمة الدعم 8.8 مليون ريال في العام الماضي مقارنة بـ 215.2 مليون ريال في عام 2022. هذا التراجع الكبير يمكن تفسيره بإعادة توجيه الموارد لدعم الأنشطة الأخرى التي قد تكون أكثر إلحاحاً أو تتطلب استثمارات أكبر في الوقت الحالي.

- نشاط متعدد الاستخدامات ونشاط التجزئة: حصلت هذه الأنشطة أيضاً على دعم مهم، ولكن لم تذكر الأرقام الدقيقة في التحليل. يُتوقع أن يكون الدعم لهذه الأنشطة قد شمل مشاريع متنوعة تدعم الاقتصاد السياحي بشكل شامل، من خلال توفير تجارب وخدمات متنوعة للسياح.

نمو عدد السياح الدوليين:

بالإضافة إلى الدعم المالي، شهدت السعودية نمواً كبيراً في عدد السياح الدوليين. تصدرت المملكة قائمة الأمم المتحدة في نمو عدد السياح الدوليين لعام 2023 مقارنة بعام 2019، حيث ارتفع عدد السياح الوافدين بنسبة 56% في عام 2023 مقارنة بعام 2019. هذا النمو يعكس نجاح المملكة في استقطاب السياح وتنشيط القطاع السياحي، من خلال توفير بنية تحتية متطورة، وتنظيم فعاليات عالمية، وتقديم تجارب سياحية مميزة.

يعتبر هذا الإنجاز جزءاً من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى جعل المملكة واحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية. يتضمن ذلك تطوير الوجهات السياحية الجديدة، وتحسين الخدمات السياحية، وتعزيز التراث الثقافي والتاريخي للمملكة. إن النمو الملحوظ في عدد السياح يؤكد على أن الجهود المبذولة في هذا الصدد تؤتي ثمارها، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين.