أبرز 5 جنسيات مقيمة في المملكة ونسبتها من إجمالي المقيمين 2024
تعد الجالية البنغلاديشية الأكبر في المملكة، حيث يبلغ عددهم 2.11 مليون مقيم والجالية الهندية تأتي في المرتبة الثانية من حيث العدد، حيث يبلغ عدد المقيمين الهنود 1.88 مليون وتحتل الجالية الباكستانية المرتبة الثالثة، حيث يبلغ عدد المقيمين الباكستانيين 1.81 مليون مقيم
تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الوجهات التي تستقطب العمالة الوافدة من مختلف دول العالم، حيث تساهم هذه العمالة في دفع عجلة الاقتصاد السعودي وتعزيز مختلف القطاعات. وفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء، بلغ إجمالي عدد المقيمين في المملكة حوالي 13.5 مليون مقيم، يمثلون أكثر من 175 جنسية مختلفة. ولكن من بين هذا التنوع، تتصدر خمس جنسيات بارزة من حيث عدد المقيمين، وهي جنسيات تشكل نسبة كبيرة من إجمالي العمالة الوافدة في المملكة.
في هذا المقال سنستعرض بالتفصيل إحصاءات الجنسيات الخمس الأكثر عددًا في المملكة، النسب المئوية لكل منها، بالإضافة إلى تحليل العوامل المؤثرة في هذه الأرقام.
الجنسيات الخمس الأعلى:
1. البنغلاديشية:
وفقًا للإحصاءات الواردة، تعد الجالية البنغلاديشية الأكبر في المملكة، حيث يبلغ عددهم 2.11 مليون مقيم، وهو ما يمثل حوالي 15.8% من إجمالي المقيمين في السعودية. تعتبر العمالة البنغلاديشية من أهم القوى العاملة في مختلف القطاعات، بما في ذلك البناء والخدمات العامة. تتميز هذه الجالية بالانتشار الواسع في كافة مناطق المملكة، وتساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد السعودي عبر الأيدي العاملة المدربة والمتخصصة.
2. الهندية:
الجالية الهندية تأتي في المرتبة الثانية من حيث العدد، حيث يبلغ عدد المقيمين الهنود 1.88 مليون، بما يعادل 14.1% من إجمالي المقيمين. تعتبر الهند من الدول الرائدة في تصدير الأيدي العاملة المؤهلة إلى السعودية، وتشمل العمالة الهندية العديد من التخصصات، بدءًا من المهن البسيطة وصولاً إلى المهن الهندسية والوظائف الإدارية العليا. وتعد الروابط الاقتصادية والسياسية بين السعودية والهند من العوامل التي تساهم في استمرار تدفق العمالة الهندية إلى المملكة.
3. الباكستانية:
تحتل الجالية الباكستانية المرتبة الثالثة، حيث يبلغ عدد المقيمين الباكستانيين 1.81 مليون مقيم، يمثلون حوالي 13.6% من إجمالي المقيمين. مثل الجالية الهندية، تلعب الجالية الباكستانية دورًا رئيسيًا في السوق السعودي. واللافت للنظر أن معظم العمالة الباكستانية تتركز في قطاعات الخدمات والبناء، بالإضافة إلى تواجد عدد كبير من المتخصصين في مجال الطب والهندسة.
4. اليمنية:
بسبب القرب الجغرافي والروابط التاريخية بين السعودية واليمن، تعد الجالية اليمنية من أكبر الجاليات المقيمة في المملكة، حيث يبلغ عددهم 1.8 مليون مقيم، ما يعادل 13.5% من إجمالي المقيمين. اليمنيون في السعودية يشغلون العديد من الوظائف المتنوعة في السوق السعودي، بدءًا من القطاع الزراعي وصولاً إلى الأعمال التجارية الصغيرة. كما أن التقارب الثقافي واللغوي بين الشعبين يعزز من اندماج اليمنيين في المجتمع السعودي بشكل سلس.
5. المصرية:
الجالية المصرية تأتي في المرتبة الخامسة، حيث يبلغ عدد المصريين المقيمين في السعودية 1.4 مليون مقيم، ما يمثل 11% من إجمالي المقيمين. تعتبر العمالة المصرية من أكثر العمالات تنوعًا من حيث التخصصات، حيث تنتشر في قطاعات متعددة مثل التعليم والصحة والإعلام والهندسة والبناء. ويعود هذا الانتشار الواسع إلى العلاقات التاريخية والثقافية المتينة بين مصر والسعودية.
التحليل الإحصائي:
تمثل هذه الجنسيات الخمس مجتمعة ما يقرب من 68% من إجمالي المقيمين في المملكة العربية السعودية، وهي نسبة كبيرة تعكس أهمية هذه الجنسيات في سوق العمل السعودي. يمكن تفسير ارتفاع هذه النسب بعدة عوامل، من بينها الروابط الاقتصادية والتاريخية بين السعودية والدول المعنية، فضلاً عن الحاجة المستمرة في المملكة إلى العمالة الوافدة لتغطية الطلب المتزايد في مختلف القطاعات الاقتصادية.
من الجدير بالذكر أن المملكة شهدت خلال العقود الأخيرة تحولاً كبيرًا في استراتيجيات استقدام العمالة، حيث أصبحت تركز بشكل أكبر على استقطاب العمالة الماهرة والمتخصصة، مما أدى إلى زيادة عدد المقيمين من دول مثل الهند وباكستان، والتي توفر العمالة المتعلمة والمهنية. بالمقابل، لا تزال الحاجة إلى العمالة الأقل مهارة قائمة في قطاعات مثل البناء والزراعة، وهو ما يفسر وجود أعداد كبيرة من العمالة البنغلاديشية واليمنية.
العوامل المؤثرة في الأرقام:
- التطور الاقتصادي:
شهدت المملكة العربية السعودية نموًا اقتصاديًا مستدامًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالتحول الكبير نحو التنويع الاقتصادي ضمن رؤية 2030. هذا التحول شمل قطاعات متعددة مثل الصناعة، السياحة، والترفيه، مما زاد من الحاجة إلى استقدام العمالة من الخارج لتلبية الطلب المتزايد في هذه القطاعات. - القرب الجغرافي:
يمثل القرب الجغرافي عاملاً مهمًا في ارتفاع أعداد الجنسيات اليمنية والمصرية، حيث يسهل انتقال العمالة من هذه الدول إلى المملكة بسرعة وبتكلفة أقل مقارنة بدول أخرى. - التعاون الاقتصادي والسياسي:
ترتبط السعودية بعلاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الدول التي تتصدر الجنسيات الخمس الأكثر عددًا، مثل الهند وباكستان. هذه العلاقات تسهم في تسهيل إجراءات استقدام العمالة وفتح المزيد من الفرص للعمالة الوافدة من هذه الدول.
خاتمة:
تعد الجنسيات الخمس المذكورة من أبرز القوى العاملة التي تسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد السعودي. تنعكس أهمية هذه الجاليات في الأرقام الكبيرة التي تمثلها من إجمالي المقيمين في المملكة، وفي الدور الكبير الذي تلعبه في تعزيز مختلف القطاعات الاقتصادية. بالنظر إلى التحولات الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها السعودية ضمن رؤية 2030، يمكننا توقع استمرار الحاجة إلى استقدام العمالة من الخارج، مع التركيز بشكل أكبر على استقطاب العمالة الماهرة والمتخصصة التي تساهم في دعم التحول نحو اقتصاد متنوع ومستدام.