أعلى 6 دول ضخت استثمارات مباشرة في السعودية حتى بداية 2024

أعلى 6 دول ضخت استثمارات مباشرة في السعودية حتى بداية 2024

تشير البيانات الحديثة إلى ازدياد حجم الاستثمارات المباشرة من عدة دول في المملكة العربية السعودية حتى بداية عام 2024، حيث تم تسليط الضوء على الدول التي ساهمت بشكل كبير في الاستثمار داخل السوق السعودي. وبحسب الهيئة العامة للإحصاء السعودية، فإن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تعكس الثقة الدولية في الاقتصاد السعودي وخططه المستقبلية، وتركز هذه الاستثمارات على قطاعات متنوعة تسهم في تعزيز رؤية المملكة 2030.

1. الإمارات العربية المتحدة - 152 مليار ريال (40.5 مليار دولار)

تأتي الإمارات العربية المتحدة في صدارة الدول التي ضخت استثمارات مباشرة في السعودية حتى بداية 2024، بمبلغ قدره 152 مليار ريال سعودي، أو ما يعادل 40.5 مليار دولار. يعكس هذا الرقم المتنامي العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين، حيث تعتبر الإمارات شريكًا استراتيجيًا للمملكة في عدة مجالات، لا سيما في قطاعات البنية التحتية، والطاقة، والسياحة. ويساهم هذا التعاون الاقتصادي في تعزيز الازدهار والنمو الاقتصادي لكلا البلدين، كما يعزز من قدرة السعودية على جذب المزيد من الاستثمارات الخليجية.

2. لوكسمبورغ - 102 مليار ريال (27.2 مليار دولار)

لوكسمبورغ، الدولة الأوروبية الصغيرة ذات الاقتصاد القوي، تحتل المركز الثاني في قائمة الدول الأكثر استثمارًا في السعودية بمبلغ قدره 102 مليار ريال سعودي (27.2 مليار دولار). تعكس هذه الاستثمارات الأهمية الكبيرة التي توليها الشركات اللوكسمبورغية للسوق السعودي، خاصة في قطاعي التكنولوجيا المتقدمة والخدمات المالية، حيث تسعى لوكسمبورغ إلى الاستفادة من الاقتصاد السعودي المزدهر والفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة.

3. فرنسا - 65 مليار ريال (17.3 مليار دولار)

تأتي فرنسا في المركز الثالث باستثمارات تبلغ 65 مليار ريال سعودي، أو ما يعادل 17.3 مليار دولار. وتتجه الاستثمارات الفرنسية في السعودية إلى مجالات متعددة، منها الطاقة المتجددة، والصناعات البتروكيماوية، والسياحة، والتعليم. وتأتي هذه الاستثمارات كجزء من العلاقات التاريخية والشراكات الاقتصادية الممتدة بين السعودية وفرنسا، حيث يسعى البلدان لتعزيز التعاون في مجالات تتماشى مع رؤية 2030.

4. هولندا - 64 مليار ريال (17.3 مليار دولار)

تحتل هولندا المرتبة الرابعة في قائمة المستثمرين الأجانب في السعودية، بمبلغ استثماري يقدر بـ 64 مليار ريال سعودي، أو ما يعادل 17.3 مليار دولار. وتتركز الاستثمارات الهولندية في السعودية في مجالات الزراعة، والصناعات الغذائية، والبنية التحتية. إذ تعد هولندا من الدول الرائدة عالميًا في التكنولوجيا الزراعية، وتسعى إلى تعزيز تعاونها مع المملكة لتطوير القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

5. المملكة المتحدة - 63 مليار ريال (16.8 مليار دولار)

بمبلغ قدره 63 مليار ريال سعودي (16.8 مليار دولار)، تأتي المملكة المتحدة في المركز الخامس بين الدول المستثمرة في السعودية. تشمل استثمارات المملكة المتحدة مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك التعليم، والصحة، والتمويل، والطاقة المتجددة. ويعكس هذا الرقم علاقات الشراكة الطويلة بين البلدين، حيث تعد المملكة المتحدة أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين للسعودية في أوروبا.

6. الولايات المتحدة الأمريكية - 58 مليار ريال (15.4 مليار دولار)

تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المركز السادس في قائمة الدول الأكثر استثمارًا في السعودية، حيث بلغت استثماراتها حوالي 58 مليار ريال سعودي، أو ما يعادل 15.4 مليار دولار. وتعتبر الاستثمارات الأمريكية من أكبر الاستثمارات الأجنبية في السعودية على مر السنين، وتشمل قطاعات الطاقة، والتكنولوجيا، والصناعات الدفاعية. تعكس هذه الاستثمارات الثقة الأمريكية في استقرار السوق السعودي ورؤية 2030 الطموحة.

تحليل الأرقام

تظهر الأرقام الواردة أعلاه الدور المتزايد للاستثمارات الأجنبية المباشرة في دعم الاقتصاد السعودي وتعزيز مسار التنويع الاقتصادي، حيث تساهم في توفير فرص عمل جديدة، وتطوير القطاعات الاقتصادية، وجذب التكنولوجيا الحديثة. ويعكس النمو المستمر في الاستثمارات الأجنبية المباشرة ثقة المستثمرين العالميين في استقرار السوق السعودي وإمكانياته المتنوعة.

وتتسم العلاقة الاستثمارية بين المملكة وهذه الدول الست بأنها لا تقتصر على نقل رأس المال فقط، بل تشمل أيضًا نقل المعرفة والتكنولوجيا والخبرات، مما يساهم في بناء اقتصاد معرفي أكثر تطورًا. كما أن التنوع في القطاعات المستثمرة يعكس استراتيجيات متعددة تهدف إلى الاستفادة من فرص الاستثمار المختلفة في السعودية، بدءًا من الصناعة والطاقة إلى السياحة والزراعة.

العوامل التي تشجع الاستثمارات الأجنبية في السعودية

تعود هذه الزيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى عدة عوامل رئيسية، منها:

  • الإصلاحات الاقتصادية: أدخلت السعودية إصلاحات اقتصادية كبيرة تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتبسيط الإجراءات الاستثمارية، مما جذب العديد من الشركات العالمية.
  • الاستقرار السياسي والاقتصادي: يعتبر الاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة أحد العوامل الأساسية التي تعزز من جاذبية السعودية كوجهة استثمارية.
  • التوسع في البنية التحتية: استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية والمشاريع العملاقة، مثل "نيوم" و"القدية"، جعلت من السعودية مركز جذب للاستثمارات.
  • رؤية 2030: رؤية المملكة 2030 توفر إطارًا واضحًا لتحقيق التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي، وهو ما يعزز الثقة الدولية في السوق السعودي.

التوقعات المستقبلية

من المتوقع أن تستمر الاستثمارات الأجنبية في النمو خلال السنوات القادمة، مدفوعة بالتطورات الاقتصادية والمشاريع الكبرى التي تعتزم المملكة تنفيذها. ومن شأن هذه الاستثمارات أن تساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تطوير البنية التحتية، وتعزيز التنافسية، وخلق فرص عمل، ودعم الابتكار.

في الختام، تعتبر الاستثمارات المباشرة من هذه الدول الست دليلاً قويًا على عمق الثقة الدولية في الاقتصاد السعودي، وهو ما يعزز من قدرة المملكة على مواصلة تحقيق أهدافها الاقتصادية وتطلعاتها المستقبلية.