أعداد السياح الوافدين للمملكة فى 2024 للترفيه والسياحة

أعداد السياح الوافدين للمملكة فى 2024 للترفيه والسياحة

نمو قياسي في أعداد السياح الوافدين للمملكة بنسبة 656% في 2024

أعلنت وزارة السياحة، بالتزامن مع يوم السياحة العالمي، عن تسجيل المملكة العربية السعودية نموًا ملحوظًا في أعداد السياح الوافدين من الخارج، وخاصةً لأغراض الترفيه والعطلات. ووفقًا لما أعلنته الوزارة، فقد استقبلت المملكة خلال الفترة من يناير وحتى نهاية شهر يوليو من العام الحالي 2024م حوالي 17.5 مليون سائح، مما يعكس زيادة بنسبة 10% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي 2023م، وبنسبة 73% مقارنةً بالفترة المماثلة من العام 2019م.

وفي تفاصيل التقرير، بلغ عدد السياح الوافدين لأغراض الترفيه والعطلات 4.2 ملايين سائح خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024م. وهذه النسبة تمثل نموًا بنسبة 25% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي 2023م، ونسبة مذهلة تقدر بـ 656% مقارنةً بالفترة المماثلة من عام 2019م. هذه الأرقام تؤكد أن المملكة تعيش مرحلة غير مسبوقة من التطور السياحي، مما يعكس نجاح خططها الطموحة لتعزيز القطاع السياحي.

استراتيجيات السياحة المستدامة وفق رؤية 2030

يعود هذا النمو الهائل إلى الإستراتيجيات والخطط السياحية التي وضعتها المملكة تحت مظلة رؤية 2030. وتعمل هذه الإستراتيجيات على بناء قطاع سياحي مستدام، يهدف إلى تنويع مصادر الدخل الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. ما يُظهر مدى فعالية هذه الخطط هو تحقيق المملكة لمستهدفها الذي كان يطمح لاستقبال 100 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030، وذلك قبل الموعد المحدد بسبع سنوات، إذ تم تحقيق هذا الهدف في عام 2023م.

وتشمل الإستراتيجيات الحكومية تعزيز البنية التحتية للسياحة، بما في ذلك تطوير المشاريع الضخمة مثل مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر، فضلاً عن الترويج الثقافي والتاريخي للمملكة، مما يساهم في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم. كما أن التحسينات المستمرة في إجراءات التأشيرات والإقامة للسياح كانت من العوامل الهامة التي أسهمت في جذب هذا العدد المتزايد من الوافدين.

تصدر عالمي وإقليمي في مؤشرات السياحة

أظهرت المملكة أداءً متميزًا على الساحة الدولية في مجال السياحة، حيث حققت المركز الأول عالميًا في نسبة نمو عدد السياح الدوليين لعام 2023م، وفقًا لتقرير "باروميتر السياحة العالمية" الصادر عن الأمم المتحدة لشهر سبتمبر 2024م. هذا الإنجاز يجعل المملكة تتصدر قائمة دول مجموعة العشرين في مؤشري نسبة نمو عدد السياح الدوليين ونسبة نمو إيرادات السياحة الدولية. ويعد هذا المؤشر الدولي بمثابة شهادة على الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة السعودية لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.

وتعكس هذه النتائج أيضًا قدرة المملكة على تقديم تجارب سياحية متنوعة تشمل الثقافة، التراث، والرياضة، والترفيه. فعلى سبيل المثال، الفعاليات الكبرى مثل "موسم الرياض" و"رالي دكار" العالمي تلعب دورًا كبيرًا في جذب السياح، إلى جانب الفعاليات الثقافية والفنية التي تُنظَم على مدار العام.

تأثير المشاريع السياحية الضخمة

إلى جانب النمو في أعداد السياح، تمثل المشاريع الكبرى في المملكة نقطة جذب رئيسية. ومن أبرز هذه المشاريع، مدينة نيوم المستقبلية التي تهدف إلى أن تكون رمزًا عالميًا للتكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن مشاريع تطوير الساحل الغربي للمملكة كجزء من مشروع البحر الأحمر. تسعى هذه المشاريع إلى تقديم تجارب فريدة ومبتكرة، مما يجعل المملكة تتفرد عن غيرها من الوجهات السياحية التقليدية.

وتعمل المملكة أيضًا على تحسين تجربتها السياحية الشاملة عبر تطوير البنية التحتية، مثل المطارات والفنادق ووسائل النقل العام، وتقديم خدمات متطورة تلبي توقعات السياح من مختلف الجنسيات. كما تحرص على تحسين جودة الحياة للسكان المحليين وتعزيز دورهم في تنمية السياحة من خلال التدريب والتأهيل المستمر.

مستقبل السياحة في المملكة

على الرغم من النجاحات الهائلة التي حققتها المملكة حتى الآن، لا تزال هناك خطط طموحة لمواصلة النمو في المستقبل. تسعى المملكة إلى استقطاب المزيد من السياح عبر توسيع دائرة الوجهات السياحية وتعزيز الفعاليات والمهرجانات المتنوعة التي تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية والثقافات. ومن المتوقع أن تلعب السياحة البيئية دورًا مهمًا في المستقبل، حيث تتميز المملكة بتنوعها الطبيعي، بدءًا من الصحاري الشاسعة وحتى السواحل الخلابة.

بفضل هذه الخطط، من المتوقع أن يستمر قطاع السياحة في المملكة بالنمو، وأن يتزايد إسهامه في الاقتصاد الوطني، حيث سيصبح أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.