عدد المنظمات غير الربحية في السعودية في 2023

شهدت المملكة العربية السعودية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المنظمات غير الربحية المسجلة بنهاية العام الماضي، حيث بلغت نسبة الزيادة 173.4%. وصل عدد هذه المنظمات إلى 4514 منظمة، وذلك وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي. هذا النمو الكبير يعكس الجهود المبذولة لتعزيز دور القطاع غير الربحي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.

مساهمة المنظمات غير الربحية في الاقتصاد السعودي

سجلت المنظمات غير الربحية مساهمة مهمة في الاقتصاد السعودي خلال العام الماضي، حيث بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي نحو 0.87%، ما يعادل 30.1 مليار ريال. هذا الأداء يعكس النجاح في تحقيق مستهدفات المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي لعام 2023، حيث كان المستهدف المحدد للمساهمة الاقتصادية عند 0.51%. هذه النتائج تعتبر خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

دور القطاع غير الربحي في رؤية 2030

يُعتبر القطاع غير الربحي من القطاعات التنموية الحيوية في رؤية 2030، حيث يلعب دوراً كبيراً في تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية. يساهم هذا القطاع في توفير الخدمات الاجتماعية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتحقيق الأثر الإيجابي في مختلف المجالات. يهدف البرنامج إلى تعزيز دور المنظمات غير الربحية في التنمية المستدامة، مما ينعكس إيجاباً على جودة الحياة في المملكة. تعمل هذه المنظمات على تنفيذ مبادرات وبرامج تدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتساهم في تحسين مستوى المعيشة للمواطنين والمقيمين.

التوزيع الجغرافي للمنظمات غير الربحية

تظهر البيانات أن منطقة الرياض تستحوذ على النسبة الأكبر من عدد المنظمات غير الربحية في السعودية، حيث بلغت حصتها 28.5% من إجمالي المنظمات المسجلة، ما يعادل 1324 منظمة. تأتي المنطقة الشرقية في المرتبة الثانية بعدد 396 منظمة، تليها منطقة القصيم بعدد 414 منظمة. يعكس هذا التوزيع الجغرافي التفاوت في تركيز النشاطات غير الربحية، ويشير إلى وجود فرص كبيرة للنمو والتوسع في مناطق أخرى من المملكة، مما يعزز التنمية المتوازنة والشاملة في جميع المناطق.

التوظيف في القطاع غير الربحي

لا يقتصر تأثير القطاع غير الربحي على التنمية الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل سوق العمل أيضاً. فقد بلغ عدد العاملين في هذا القطاع 834.3 ألف موظف، ما يمثل 0.55% من إجمالي القوى العاملة في المملكة. هذا الرقم يفوق المستهدف الذي كان محدداً عند 0.39%، مما يدل على الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع غير الربحي في توفير فرص العمل والمساهمة في تقليل نسبة البطالة. يسهم هذا القطاع في تنمية المهارات وتوفير فرص التدريب والتطوير المهني للعاملين فيه، مما يعزز القدرات البشرية ويؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة.

يعد النمو الكبير في عدد المنظمات غير الربحية ومساهمتها الاقتصادية والتوظيفية مؤشراً إيجابياً على التقدم الذي تحرزه المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030. يسهم هذا القطاع في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعكس التزام المملكة بتطوير قطاع غير ربحي فعال ومستدام يدعم رفاهية المجتمع ويعزز النمو الاقتصادي الشامل.